ثمّ إنّ المانع من دفع الزكاة لا يحكم عليه بالكفر ، بأيّ صورة من الصور .
« ... ـ ... ـ ... »
س : بعد الشكر الجزيل على كلّ الجهود التي تبذلوها في خدمة الإسلام ، أرجو الإجابة على سؤالي التالي والذي يقول : لماذا كان مع النبيّ صلىاللهعليهوآله في الغار أبو بكر ، ولم يكن أحد سواه ؟
ج : أوّلاً : يجب أن نشير إلى أنّه لم ينفرد في هجرة رسول الله صلىاللهعليهوآله أبو بكر فحسب ، كما في مفروض السؤال ، بل كان سواه معهما كما سيأتي .
وثانياً : لابدّ من ملاحظة ظروف الواقعة المفروض فيها التكتّم ، وقلّة المصاحب ، والاحتياج إلى معرفة الطريق وغير ذلك .
وثالثاً : إمكان دراسة الموضوع وملاحظته بأشكال متعدّدة ، فقد يقال : إنّه صاحبه خوفاً منه لا عليه ، أو كان يخشى منه البوح ، ولعلّه يشير إليه قوله تعالى : ( لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) ، أو تؤخذ الواقعة كنوع امتحان وفتنة من الله سبحانه لعباده .
هذا ولم نجد في رواية من الخاصّة أو العامّة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله طلب من أبي بكر مصاحبته ، أو كان القرار على ذلك ، وهذه نكتة مهمّة ، بل كلّ ما هناك هو أنّه التقى به وهو في حال خروجه من مكّة ، فصاحبه معه ، وهذا قد فسّر بخوفه من أن يفشي عليه ويخبر عنه ، ولاشكّ أنّه صلىاللهعليهوآله طلب من أبي بكر في الغار أن يسكن وقد أخذته الرعدة ، وأخبره ( إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا ) ، وهذه نكتة مهمّة .
ثمّ أنّه قد صحبه صلىاللهعليهوآله في هجرته عامر بن فهر
ـ مولى أبي بكر ـ وعبد الله