مصابنا ولو واحداً كان أجره على الله ، يا دعبل من ذرفت عيناه على مصابنا وبكى لما أصابنا من أعدائنا حشره الله معنا في زمرتنا ، يا دعبل من بكى على مصاب جدّي الحسين غفر الله له ذنوبه البتة » ، ثمّ إنّه عليهالسلام نهض وضرب ستراً بيننا وبين حرمه ، وأجلس أهل بيته من وراء الستر ليبكوا على مصاب جدّهم الحسين عليهالسلام ، ثمّ التفت إليّ وقال لي : « يا دعبل إرث الحسين عليهالسلام فأنت ناصرنا ، ومادحنا ما دمت حيّاً ، فلا تقصّر عن نصرتنا ما استطعت » ، قال دعبل : فاستعبرت وسالت عبرتي ، وأنشأت أقول :
أفاطم لو خلت الحسين مجدّلاً |
|
وقد مات عطشاناً بشط فراتِ |
إذاً للطمت الخدّ عنده |
|
وأجريت دمع العين في الوجنات » (١) |
فهنا الإمام عليهالسلام عقد مجلساً لذكر جدّه الإمام الحسين عليهالسلام ، وأمر بضرب الحجاب حتّى يسمع أهل بيته .
رابعاً : روى العلّامة المجلسي عن بعض المؤلّفات ، أنّه لمّا أخبر النبيّ صلىاللهعليهوآله ابنته فاطمة عليهاالسلام بقتل ولدها الحسين عليهالسلام ، وما يجري عليه من المحن ، بكت فاطمة بكاءً شديداً ، وقالت : « يا أبت متى يكون ذلك » ؟ قال : « في زمان خالٍ منّي ومنك ومن علي » ، فاشتدّ بكاؤها وقالت : « يا أبت فمن يبكي عليه ؟ ومن يلتزم بإقامة العزاء له » ؟
فقال النبيّ صلىاللهعليهوآله : « يا فاطمة إنّ نساء أُمّتي يبكون على نساء أهل بيتي ، ورجالهم يبكون على رجال أهل بيتي ، ويجدّدون العزاء جيلاً بعد جيل في كلّ سنة ، فإذا كان القيامة ، تشفعين أنت للنساء ، وأنا أشفع للرجال ، وكلّ من بكى منهم على مصاب الحسين أخذنا بيده ، وأدخلناه الجنّة » (٢) .
خامساً : روى الشيخ الصدوق قدسسره بسنده عن الإمام الرضا عليهالسلام أنّه قال : « إنّ
______________________
(١) بحار الأنوار ٤٥ / ٢٥٦ .
(٢) المصدر السابق ٤٤ / ٢٩٢ .