عن ابن عباس قال : أوحى الله تعالى إلى نبيّكم صلىاللهعليهوآله : إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً ، وإنّي قاتل بابن ابنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً (١).
إنّ هذه الحديث الشريف يعتبر قتل الحسين عليهالسلام خطراً عظيماً ، يعادل قتل نبي الله يحيى عليهالسلام!! فكيف يصحّ لمن يدّعي العلم أن ينكر الظواهر الكونية يوم مقتل الحسين عليهالسلام ، ويستنكر البكاء على الحسين؟!!
وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل : إنّي قتلت على دم يحيى بن زكريا وإنّي قاتل على دم ابن ابنتك ، قال الحاكم : « هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه » (٢) ، وقد صحّحه الذهبي في التلخيص على شرط مسلم.
إنّ المنصف يرى أنّ قتل الحسين عليهالسلام ـ وبشهادة جدّه المصطفى صلىاللهعليهوآله ـ جريمة عظيمة من جرائم التاريخ البشري ، أراد تعالى أن يخلّدها كما هو الحال في جريمة قتل نبي الله يحيى عليهالسلام ، إذ لا يقل الحسين عليهالسلام عن خاصّة أولياء الله ، كما هو واضح في الأحاديث النبوية الشريفة.
مقتل الحسين عليهالسلام :
قال الكاتب مدّعياً أنّه ينقل قصّة مقتل الإمام الحسين كما أثبتها الثقات من أهل العلم : بلغ أهل العراق أنّ الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية ، وذلك سنة ٦٠ هـ ، فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلى البيعة ، وذلك أنّهم لا يريدون يزيد ولا أباه ، ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر ، إنّهم لا يرون إلاّ علياً وأولاده.
نقول : أوّلاً : لم يحدّد الكاتب المصدر الذي اعتمده ، وهذا أوّل التدليس! فأين الثقات الذين قال إنّه ينقل عنهم؟!!
ثانياً : حاول الكاتب أن يظهر أنّ قتلة الحسين هم الشيعة ، الذين يرفضون أبا بكر وعمر ، وأنّهم لا يريدون إلاّ علياً وأولاده.
__________________
١ ـ المستدرك ٢ / ٢٩٠.
٢ ـ المصدر السابق ٣ / ١٧٨.