زمن الرسول صلىاللهعليهوآله ، ولا زمن الطبقة الأُولى من المسلمين ، ولكن مع تطوّر الزمن تطوّر أُسلوب الدعوة.
وهذا ليس بممنوع ولا هو بدعة ، لأنّه أمر مندوب إليه بعنوانه العام ، وتحديد المصاديق موكول إلى العرف ، ما لم يدخل شيء منها في أحد عناوين المحرّمة.
وبناء على ذلك ، فإنّ من العناوين العامّة في الدين : إحياء أمر أهل البيت عليهمالسلام ، وتوقيرهم ومحبّتهم ، وإظهار الحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم ، فالله تعالى قد أمر بمودّة أهل البيت عليهمالسلام ، فهل تتصوّر المودّة بالفرح بحزنهم؟ والحزن بفرحهم؟
والمآتم الحسينية إنّما هي مصداق من مصاديق تلك المودّة المفروضة ، وتلك المراسيم لم يرد فيها نهي ولا منع ، لذا فهي جائزة أصالة ، ويرجّح كفّة إقامتها لأنّها إحياء لأمر الدين ، وتتأكّد بورود روايات عن الأئمّة عليهمالسلام في الحثّ عليها.
فإن منع الدين الحزن على المؤمن ، فلنمنع الحزن على الحسين عليهالسلام ، وإن لم يجز لرسول الله صلىاللهعليهوآله التأثّر الشديد بمقتل حمزة ، لم يجز لنا التأثّر بمقتل الحسين عليهالسلام؟
كيف والحسين عليهالسلام أعزّ عند الله ورسوله صلىاللهعليهوآله من حمزة عليهالسلام؟ كُلّ ذلك حكم العقل والبداهة ، فضلاً عن وجود الأدلّة الخاصّة التي تدلّ على فضل البكاء والنوح على سيّد الشهداء عليهالسلام ، سنذكرها فيما يلي.
مشروعية البكاء على سيّد الشهداء عليهالسلام.
قال الكاتب : وما يذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح ، إنّما النياحة واللطم أمر من أُمور الجاهلية التي نهى النبيّ صلىاللهعليهوآله عنها ، وأمر باجتنابها ، وليس هذا منطق أموي حتّى يقف الشيعة منه موقف العداء ، بل هو منطق أهل البيت ، وهو مروي عنهم عند الشيعة ، كما هو مروي عنهم أيضاً عند أهل