صلح الإمام الحسن أسبابه ونتائجه
والدروس المستفادة منه
قد حان وقت الوفاء بما وعدت به في صدر الحديث عن شخصية الإمام الحسن عليهالسلام ـ من الكلام حول مصالحة هذا الإمام العظيم الحكيم لعدوه معاوية ـ بذكر الاسباب التي ادت اليه والنتائج الايجابية التي ترتبت عليه والدروس التربوية التي يمكن ان تستلهم منه.
وقبل الشروع بذلك احب ان امهد بمقدمة مختصرة تلقى الضوء على الموضوع وتميزه بوضوح وجلاء فأقول : ان الاصل الاولي والقاعدة الاساسية في الإسلام هي السلم والسلام واما الحرب التي شرع من اجلها نظام الجهاد العسكري فهي حالة استثنائية تفرضها المصلحة العامة للمجتمع البشري كالدواء المر والعملية الجراحية اللذين يصفهما الطبيب الحكيم الرحيم للمريض عندما يتوقف شفاؤه من عارضه عليهما فهو يريد ان ينقله بمرارة الدواء الى حلاوة الشفاء كما يريد ان ينقله بواسطة الالم القليل ـ بسبب العملية ـ الى الشفاء الطويل.
وعلى هذا تكون الحرب والجهاد العسكري بكلا قسميه الابتدائي والدفاعي لخدمة المجتمع الإنسان ي ومصلحته عندما يكون الهدف من البدء بالقتال ـ قتل الكفر واخطاره ـ ومن الدفاع دفع العدوان واضراره ـ وقد اشار الله سبحانه الى حكمة الجهاد الدفاعي بقوله تعالى :