( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لفسدت الارض ولكن الله ذو فضل على العالمين (٢٥١) ) (١).
وقوله سبحانه :
( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ولينصرن الله من ينصره ان الله لقوي عزيز (٤٠) ) (٢).
وبعد هذا المقدمة الموجزه ندخل في الحديث حول الموضوع الاساسي وهو الصلح الذي وقع في التاريخ بين الإمام الحسن عليهالسلام ومعاوية ويسرني في المقام ان انقل نص الكلمة التي كتبتها سابقا حول شخصية الإمام الحسن عليهالسلام بمناسبة ولادته الميمونة في النصف من شهر رمضان المبارك سنة ١٤٠٧ هـ وذلك لاشتمالها على الحديث حول موضوع الصلح المشار اليه مع الاشارة الى شخصية اخيه الحسين عليهالسلام وبيان السبب الذي اقتضى اختلاف موقفه الابي عن موقف اخيه الحسن الزكي أخيراً حيث وافق على ترك الاستمرار على محاربة معاوية والمصالحة معه بينما رفض الحسين ذلك من البداية واستمر على ثورته ضد حاكم عصره حتى النهاية التي تمخضت عن استشهاده مع من كان معه من ابنائه الاعزاء ـ باستثناء الإمام زين العابدين عليهالسلام ـ واخوانه الاحباء واصحابه الاوفياء مع حصول ما حصل بعد ذلك من السبي والتجول بالنساء الطاهرات والاطفال الابرياء وشمول ذلك للإمام السجاد عليهالسلام وفيما يلي نص هذه الكلمة :
من وحي مناسبة ولادة الإمام الحسن عليهالسلام نقدم لمحة موجزة عن حياته المباركة والحديث عن حياة هذا الإمام العظيم يعتبر في واقعه حديثا عن القرآن الناطق الذي تجسمت مفاهيم الإسلام السامية وتعاليمه المربية ـ في حياته الشريفة المعطاء وذلك لان سيرة كل واحد من اهل البيت عليهمالسلام تعتبر
__________________
(١) سورة البقرة ، آية : ٢٥١.
(٢) سورة الحج ، آية : ٤٠.