في واقعها تجسيداً حياً وتطبيقاً عملياً لكل ما جاء في الرسالة المحمدية من عقائد حقة وتعاليم سامية ونظم حكيمة عادلة تنطلق بالإنسان فردا ومجتمعا على درب الفضيلة والكمال الى هدف السعادة والمجد والخلود ـ وقد اكد النص القرآني هذه الحقيقة بقوله تعالى :
( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس اهل البيت ويطهركم تطهيراً ) (١).
وقوله تعالى :
( يايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم ) (٢).
بعد ملاحظة النصوص المعتبرة التي فسرت كلمة أُولي الامر ـ بالأئمة المعصومين عليهمالسلام ـ ويؤكد ذلك ورود الامر باطاعتهم في سياق الامر باطاعة الله سبحانه ورسوله الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ مضافا الى ورود النصوص المعتبرة عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بهذا الشأن ومنها حديثا السفينة والثقلين المنقولان في كتب الفريقين بشهرة بلغت حد التواتر.
وهناك نصوص خاصة وردت في حق الإمام الحسن عليهالسلام وحده ونصوص اخرى وردت في فضله وفضل اخيه الحسين عليهمالسلام.
من الاولى قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم :
من احبني فليحب ولدي هذا واشار الى الحسن عليهالسلام ومن الثانية قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا إنهما ريحانتاي من الدنيا.
وإذا أدركنا أن حب النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لولديه هذين لم يكن بدافع عاطفي محض وانما كان من خلال ما توسمه فيهما وادركه في شخصيهما المباركين من القابلية والاستعداد الذاتي الذي اودعه الله فيهما لغرض نهوضهما بالدور
__________________
(١) سورة الاحزاب ، آية : ٣٣.
(٢) سورة النساء ، آية : ٥٩.