الطليعي المعدين له في مجال حفظ الرسالة من الانهيار وصون المسيرة الإسلامية من الانحراف عن جادة الحق.
اذا ادركنا ذلك جيدا فإننا ندرك عظمة هذين السبطين بصورة خاصة وعظمة الأئمة من ذرية الحسين المعصومين عليهمالسلام بصورة عامة.
واذا كان لا بد من تجلية نقطة خاصة تتعلق بصاحب الذكرى فإن اهم نقطة تستحق البحث الموضوعي والقاء الضوء الكاشف هي نقطة صلحه مع النظام الجائر المعاصر له بعد ثورته عليه ومحاربته له أول الامر.
وذلك لان عدول الإمام عليهالسلام عن موقفه الاول الرافض الى موقفه الثاني المهادن اقتضى الحيرة والتساؤل من قبل الكثيرين قديما وحديثا بعد ملاحظة موقف اخيه الحسين الصلب الذي انطلق به ضد الحاكم الجديد وبقي عليه حتى استشهد ومن معه من الاعزاء الذين جاهدوا معه ـ دون ان يقدم له ويعطيه شيئا من المصالحة والمهادنة مرددا شعاره الابي المشهور :
« والله لا اعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا اقر لكم اقرار العبيد » وقبل ان اجيب على هذا السؤال وادفع الشبهة التي ثارت او اثيرت حول هذا الموضوع لا بد من الاشارة الى المبدأ العام المشترك بين الأئمة الذي ينطلقون منه في مقام التعامل مع الاخرين والحوادث التي تجري على صعيد هذه الحياة فأقول :
ان اهل البيت عليهمالسلام بحكم مسؤليتهم الهامة وقيادته الشرعية العامة التي اعطيت لهم بالتعيين الإلهي المبلغ من قبل النبي صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين ـ عبر النصوص الكثيرة المعتبرة لغرض حفظ الرسالة وصون الامة كما سلف فهم لا يتجاوزون الدور المحدد لكل واحد منهم ـ من قبل الله تعالى ولا يصدر عنهم الا ما تقتضيه المصلحة العامة في الحاضر او المستقبل.
وهذا يختلف من شخص لاخر باختلاف العوامل الموضوعية التي