تحكم الساحة وتملي الموقف المعين الذي تقتضيه طبيعة المرحلة وتحتمه المقتضيات الراهنة.
وحيث اقتضت المصلحة الإسلامية العليا موافقة الإمام الحسن عليهالسلام ـ على الصلح مع معاوية بعد محاربته له اولا لتوفر العدد القابل لان يعتمد عليه من افراد جيشه بحسب الظاهر وتبين عدم اخلاص الكثيرين منهم للقيادة الشرعية بدليل التحاق البعض منهم بجيش العدو واستعداد غيرهم لذلك بل لاكثر واخطر منه وهو تسليم الإمام عليهالسلام لعدوه اذا اراد.
اجل : بعد ملاحظة الإمام الحسن عليهالسلام عدم جدوى الاستمرار على محاربة عدوه وان نتيجتها ستكون سلبية على الإسلام والمسلمين في الحاضر والمستقبل ـ نظرا لما كان متوقعا حصوله على فرض الاستمرار وعدم المصالحة ـ من القضاء على حياته وحياة اخيه الحسين عليهالسلام ومن كان باقيا معهما من الانصار ـ في ظل ظروف غامضة وتعتيم اعلامي متعمد من قبل النظام الجائر واعوانه حيث كان الكثيرون وخصوصا الشاميين معتقدين بشرعية حكم العدو ولازم ذلك تفسير محاربته بأنها خروج على الشرعية التي كان متوقعا لها ان تنتقل بالوراثة الى الحاكم الجديد ـ كما حصل بالفعل ـ بدون وجود ما يقتضي الثورة عليه والاطاحة بنظامه الجائر ـ ما دام الحاكم الاول كان منصبه شرعيا والثاني مثل سابقه وان الحسنين تجاوزا حدهما فقتلا بسيف جدهما ـ كما ورد على لسان بعض وعاظ السلاطين مبررا قتل يزيد الظلم والجور لحسين العدل والحق.
ونتيجة ذلك ان تذهب تلك الدماء الطاهرة هدراً من دون ان يترتب على بذلها بسخاء في ساحة النضال ـ اي اثر ايجابي بل كان المتوقع ترتب الكثير من المضاعفات السلبية والآثار السئية المتمثلة بالقضاء على الدين من خلال القضاء على رموزه الحافظة له فكراً وعقيدة ومنهجاً ونظام حياة.
ولذلك اضطر الإمام الحسن عليهالسلام للموافقة على الصلح ضمن شروط