أملاها على خصمه مدخلاً في حسابه ترتب احدى الحسنين اما الوفاء بها وفي ذلك مصلحة للإسلام والمسلمين بلحاظ المستقبل او النكث بالعهد ومخالفة تلك الشروط كما كان الإمام عليهالسلام متوقعا ـ وفي ذلك مصلحة ايضا حيث يتعرى معاوية ويبدو على واقعه وانه حاكم جائر ينكث بالعهد ولا يفي بالشرط ـ وهذا يسلب عنه شرعية الحكم ويبرزه على واقعه ـ وهو واقع الظلم والغصب للمنصب الشرعي من اهله ـ وهم اهل البيت عليهمالسلام وبذلك يتهيأ الجو المناسب للإمام الحسين ليثور على الحاكم الجديد الغاصب للمنصب الشرعي من الحسين بعد ان غصبه ابوه سابقا من الحسن عليهالسلام.
ويزيد الموقف وضوحا والثورة واقعية وسدادا تجرد يزيد من كل الشعائر الدينية ومحاربته بصراحة للرسالة المحمدية بإنكاره نزول الوحي على الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وهذا منه كفر صريح غير قابل للتأويل والحمل على وجه صحيح ـ وذلك بما نقل عنه من قوله المتحلل :
لعبت هاشم بالملك فلا |
|
خبر جاء ولا وحي نزل |
وهذا مضافا الى تجاهره بالفسق والفجور بتركه اهم الواجبات وارتكابه اكبر المنكرات مثل الزنا وشرب الخمر بكل وقاحة واستخفاف بأهم الاركان الدينية وهي الصلاة وذلك بما نقل عنه من قوله :
دع المساجد للعباد تســـكنها |
|
ومل الى دكة الخمار واسقينا |
ما قال ربك ويل للألى شربوا |
|
بل قال ربك ويل للمـصلينا |
ومن المعلوم انه بعد تردي الوضع الديني الى هذا الحد وبلوغ الجمود والركود في الامة الى هذه المرحلة التي تنذر بالخطر على الدين وجهود وتضحيات سيد المرسلين ـ لا يبقى مجال للمهادنة والسكوت عن كلمة الحق امام السلطان الجائر ـ مع علم الإمام الحسين عليهالسلام بأن سكوته لا يكفي لسلامته ومن يتعلق به لو اراد السلامة المادية الدنيوية الزائلة ـ على حساب المبدأ والرسالة ـ بل لابد ان يبايع الحاكم الجديد وينزل على حكمه ـ كما