المعهودة التي مثلوها بشعارهم الاستعماري القائل : ( فرق تسد ).
وبذلك يظهر السر في أمر الله سبحانه الامة الإسلامية باعتصامها بحبل الله الواحد ونهيها عن التفرق بقوله سبحانه :
( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) (١).
كما نهاها عن التنازع المؤدي الى الضعف والفشل في تحقيق هدف النصر وغيره من الاهداف الرسالية التي لا تتحقق الا بالتضامن والتعاون وذلك بقوله تعالى :
( ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين (٤٦) ) (٢).
وبين سبحانه الوسيلة الناجحة والراجحة التي تساعدهم على حل النزاع الحاصل ـ على اساس العدل والحكمة ومراعاة المصلحة العامة التي هي محل اهتمام الجميع وذلك بقوله سبحانه :
( يايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الاخر ذلك خير واحسن تأويلاً (٥٩) ) (٣).
فقد اشتملت هذه الآية المباركة على الامر بما يكون وقاية من حصول الخلاف والتنازع غالبا ـ وهو اطاعة الله سبحانه والرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وأُولي الامر وهم اهل بيته عليهمالسلام باعتبار ان اطاعتهم تعتبر اطاعة لله سبحانه ولرسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم كما هو واضح وهي بطبعها اذا تحققت تقي افراد الامة من الصراع والتنازع غالبا كما اشتملت هذه الآية على ما يكون علاجا ناجحا ونافعا لازالة آثار التنازع السلبية ـ على تقدير حصوله ـ وهو رده الى الله سبحانه ورسوله صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ وهذا عبارة عن الرجوع الى الشرع الإسلامي المقدس لحل المشكلة العارضة
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ١٠٣.
(٢) سورة الانفال ، آية : ٤٦.
(٣) سورة النساء ، آية : ٥٩.