والتغلب على خصومه في هذه المعركة الفكرية ويشهد بهذه الحقيقة الايمانية الموضوعية الانتصارات الكثيرة التي ظفر بها انصار الحق في العقيدة والحق في النظام والشريعة الصالحة المنبثقة من العقيدة الصحيحة ـ على خصومهم في التاريخ ـ والاحتجاج بكلا جزئية للطبرسي ـ حافل بذلك واما اسباب النصر العسكري فعديدة ايضا واهمها ما يلي :
١ ـ القيادة الرسالية الحكيمة الشجاعة المخلصة لله سبحانه في النية والقصد وللهدف ببذل كل الجهود التي تتطلبها الساحة النضالية.
٢ ـ توفر الجنود المؤمنين بالله سبحانه والمتوكلين عليه والمخلصين له في النية والقصد والمطيعين للقيادة الشرعية الحكيمة التي تمثل اطاعتها والعمل بتوجيهاتها ـ الاطاعة لله سبحانه بحيث تكون هذه الاطاعة من مصاديق نصر الله سبحانه الذي وعد بالمكافأة عليه بنصر من عنده تعالى كما هو نص الآيتين السابقتين وهذا يقتضي ان تكون القيادة شرعية مستمدة سلطتها من الشرع الحنيف كما هو مضمون السبب الاول الذي عبرنا عنه بالقيادة الرسالية.
٣ ـ توحيد الصف بين جميع الاطراف والافراد الذين يهمهم امر النصر ، والانتصار على الاعداء وذلك بغض النظر عن الخلافات الدينية والنزاعات المذهبية والصراعات السياسية الهامشية والتقاء الجميع تحت راية القواسم المشتركة التي تهم الجميع.
والوجه في تأثير السبب الاخير في انتزاع النصر ـ واضح ـ لان الوحدة تسبب القوة والقدرة على تحقيق هدف التغلب على الخصم ـ وعلى العكس من ذلك الشرذمة والانقسام فهي تسبب ضعف الصف المجاهد وقوة الطرف المقابل بطريق غير مباشر ـ كما هو الحاصل فعلا بين العدو التاريخي الغاصب للاراضي الإسلامية والمدنس لمقدساتها رغم قلته عدداً وكثرة العرب والمسلمين كما وعُددا كل ذلك لانهم تأثروا بالسياسة الاستعمارية القائمة على اساس بث الفتن وتحريك النعرات الطائفية والمذهبية عملا بسياستهم