وقوله تعالى :
( ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز (٤٠) ) (١).
وحيث شاءت الحكمة الإلهية ان تدرك المسببات بأسبابها العادية فلا بد من توفير اسباب النصر الذي هو امنية المؤمنين الحريصين على ان تبقى كلمة الله هي العليا وكلمة الباطل هي السفلى حتى لا يتحقق منهم خضوع الا لارادة الله سبحانه كما شاء سبحانه لهم واراد منهم لان الخضوع له وحده هو عين العزة والكرامة والسمو والرفعة ومصدر الرخاء والسعادة.
والاسباب التي تساهم في انتزاع النصر في ساحة الصراع الفكري او العسكري ـ عديدة اهمها بالنسبة الى النصر الفكري ـ ما يلي :
١ ـ الدراسة الموضوعية الواعية للرسالة الإسلامية والاحاطة بالبراهين الفطرية والعلمية التي توجب العلم الجازم بأصول الدين المعهودة وتزيل الشبهات والشكوك التي اثيرت او تثار حولها من قبل اعداء الإسلام وكذلك يطلع على الادلة الصحيحة الدالة على ان الشريعة الإسلامية هي اصلح نظام يحقق للمجتمع اهدافه وتطلعاته في كل مجالات حياته.
٢ ـ ان تكون هذه الدراسة بقصد التقرب الى الله بتأدية اهم الواجبات الشرعية التي يجب على كل مكلف ان يقوم بها لان هذا القصد مع الاخلاص لله تعالى يساعد على التوفيق لتحصيل العلم بما يجب او يستحب للمكلف ان يحصله كما هو واضح.
٣ ـ التطبيق العملي لكل الاحكام الشرعية وامتثالها على الوجه المطلوب مهما كلف ذلك من تضحيات وصعوبات ما لم يصل الى مرحلة الضرر او الحرج الشديد القريب منه ـ فإذا توفرت هذه الاسباب للشخص الذي يخوض معركة الصراع الفكري مع اعداء الرسالة الإسلامية يظفر بالنجاح
__________________
(١) سورة الحج ، آية : ٤٠.