حديث حول شخصية الإمام علي ( ع )
يأتي دور الحديث عن الشخصية الفذة التي ذابت في الإسلام فكرا وعاطفة وعملا فكانت اسلاما عمليا متحركا على صعيد الحياة الخارجية كما ذابت في الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم حبا وقربا وتجاوبا وسلوكا فكانت محمدا الثاني الذي خلقه الله سبحانه ورعاه بعين عنايته الفائقة ليكون صورة اخرى عن رسوله الاكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ويكون وحده المتعين لان يكون خير خليفة وخلف لخير سلف بدون حاجة الى ورود نص ونقل بعد وضوح الحقيقة في نظر الوجدان السليم وشهادة العقل.
وقد عبر الله سبحانه عن تلك الوحدة الرسالية التي صهرت هاتين الشخصيتين في بوتقة الرسالة الواحدة وذلك بآية المباهلة وهي قوله تعالى :
( فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين (٦١) ) (١).
وقد اتفق المفسرون على ان هذه الآية الكريمة قد نزلت في اربعة من اهل البيت عليهمالسلام حيث ورد في التفسير ان المراد من الابناء الحسنان ومن النساء فاطمة الزهراء ومن انفسنا ـ علي عليهالسلام.
وقبل الشروع بالحديث عن شخصية الإمام علي عليهالسلام احب ان اشير الى تحقق صدفة موفقة وحاصلها انه عندما فرغت من الحديث حول الشخصيات الثلاث المتقدمة واردت الشروع بالحديث عن شخصية الإمام علي عليهالسلام صادف ذلك في اليوم الثالث عشر من رجب وهو نفس يوم ولادته المباركة قبل بعثة الرسول الاعظم بعشر سنوات على المشهور وشاء الله سبحانه ان تحصل هذه الصدفة ليكون خروج فكرة الحديث عن هذه الشخصية
__________________
(١) سورة آل عمران ، آية : ٦١.