العظيمة ـ من عالم النظرية والفكر الى عالم الوجود والتطبيق ـ مقترنا بتاريخ خروجها من عالم الرحم الى دنيا الوجود.
وحيث كان هذا الإمام العظيم قرآنا ناطقا كما وصف نفسه يوم صفين وكما تحدث عنه الرسول الاعظم بقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : علي مع القرآن والقرآن مع علي يدور معه حيثما دار ـ كان نفس الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم بنص آية المباهلة المتقدمة ـ يكون الحديث عنه تفسيرا للقرآن الناطق وتوضيحا لآياته المباركة كما يكون ترجمة لحياة الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن اجل توضيح ما ذكرته في حقه من جهة توجه الرعاية الإلهية والعناية السماوية بذاته المقدسة ليكون كما اراد الله له ان يكون محمداً الثاني فلا بد من ان يكون الحديث عن شخصيته الفذة منطلقا معه منذ البداية وقبل خروجه من عالم الرحم الى عالم الوجود الخارجي ـ وبعد ذلك ابتداء من اول يوم من ايام ولادته والى يوم شهادته لندرك سر العظمة في شخصية هذا الإمام العظيم.
فأقول : حيث اراد الله سبحانه ان تتحقق الغاية السامية التي خلق الكون والإنسان من اجلها وهي عبادته على الوجه الافضل الاكمل ـ فقد هيأ الوسائل والاسباب التي تساعد على تحققها كما اراد سبحانه واهم هذه الوسائل وابرزها إنزال الرسالة الافضل والاكمل على الرسول الافضل الاكمل بلحاظ البداية.
ووجود الشخصيات الافضل الاكمل من جميع الجهات بعد الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم لتنوب عنه وتمثل دوره في تحقيق الغاية الفضلى على الوجه الافضل.
ومن المعلوم ان الله سبحانه اذا اراد أمراً هيأ اسبابه وقد اوجد الاسباب التي يتوقف عليها تحقق الغاية المذكورة على الوجه المذكور فأنزل الرسالة الاكمل والافضل من كل الرسالات التي سبقتها بدليل انها انزلت لتغني عنها ولتطبق في كل العصور الى يوم القيامة بينما كانت السابقة محدودة الزمان والإنسان كما هو المعلوم ـ وذلك يعبر عن افضلية الرسول الاخير الخاتم من