واشار الإمام عليهالسلام بقوله : « وبالاخلاص يكون الخلاص » الى اهم شرط في قبول الاعمال ونجاح المساعي وهو الاخلاص لله سبحانه في النية والتوكل عليه في نيل المطلوب بعد ايجاد ما يطلب ايجاده من المقدمات الطبيعة التي يتوقف عليها حصوله تمشيا مع الحكمة الإلهية التي قضت بأن يسعى الإنسان الى تحصيل المسببات بواسطة اسبابها لقوله تعالى :
( وأن ليس للإنسان إلا ماسعى (٣٩) وأن سعيه سوف يرى (٤٠) ) (١) وبما ذكرنا من لزوم ايجاد المقدمات الطبيعية اللازمة لنيل بعض الاهداف والمطالب ـ يعرف ان الاخلاص المطلوب له شقان احدهما يتعلق بالله سبحانه المستعان به لنيل الغاية المنشودة وهو ما تقدم من الاخلاص لله سبحانه في النية والقصد.
والثاني يتعلق بالهدف المطلوب وهو ايجاد مقدماته العادية الطبيعية على النهج اللازم والفرق بين الشقين ان الاول مضمون النتيجة ومعلوم النجاح بلحاظ الاثر الاخروي وهو نيل الثواب من الله سبحانه باعتبار ان الاعمال بالنيات.
واما الثاني من شقي الاخلاص المتمثل باعداد جميع المقدمات والوسائل المطلوبة لنيل الهدف الخاص معجلا وفي هذه الحياة فهو غير مضمون النجاح دائما لان ترتب المسبب على سببه والنتيجة على مقدماتها منوط بإرادة الله سبحانه فإذا اراد للسبب ان يؤثر وللسعي ان ينجح كان ذلك ـ واذا لم يرد بقي كل شيء على حاله وهنا يكون مفترق الطريقين بين المؤمن المتوكل على الله سبحانه وغيره.
فالاول هو الذي يرجع الله ويتوكل عليه لنيل غايته بعد ايجاده الاسباب اللازمة مخلصا لله في النية وللهدف باعداد مقدماته فإن حصل
__________________
(١) سورة النجم ، آية : ٣٩ و ٤٠.