مطلوبه شكر الله سبحانه على ذلك وقال بلسان الحال وقد يضم اليه لسان المقال : هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر ام أكفر كما قال النبي سليمان عليهالسلام واذا لم يحصل مراده صبر وقال بلسان الايمان الصادق : ولعل الذي ابطأ عني هو خير لي لعلمك بعاقبة الامور وغير المؤمن يكون على العكس من ذلك فهو يفترق عن المؤمن في البداية ليفترق عنه في النتيجة والنهاية لانه لا يخلص لله في النية ويعتمد على جهده الشخصي والاسباب الطبيعية العادية فإذا اعطت النتيجة وتحقق مطلوبه اعتبر ان نجاح سعيه راجع الى جهده البشري وسببه الطبيعي وقال بلسان الحال والمقال ما قاله قارون في التاريخ :
( إنما أُوتيته على علم عندي ) (١).
ولذلك لا يتقيد بالحكم الشرعي في مقام سعيه لتحصيل هدفه كما لا يتقيد به بعد ذلك في مقام تصرفه وتمتعه به بسبب انكاره وعدم اعترافه من الاول بمصدر حصول الهدف المطلوب واقعا وهو الله سبحانه سبب الاسباب ورب الارباب ونتيجة ذلك زوال النعمة عنه لان المعصية تؤدي بطبعها الى ذلك غالبا كما قال الشاعر :
إذا كنت في نعمة فارعها |
|
فإن المعاصي تزيل النعم |
وقد حصل ذلك بالفعل لقارون بعد انكاره المصدر الحقيقي لنعمته وثروته وتوقفه عن دفع الحق الشرعي وهو الزكاة للنبي موسى عليهالسلام بعد طلبه منه بأمر من الله تعالى ويضاف الى ذلك العقوبة القادمة الدائمة يوم الحساب وذلك هو الخسران المبين.
وحاصل الفرق بين العبد المؤمن المتقي لله سبحانه والمتوكل عليه ـ وغير المؤمن المنحرف عن خط السماء بعقيدته وسلوكه ـ ان الاول يكون مع الله سبحانه على كل حال ليبقى الله معه في كل الظروف والاوضاع فإن
__________________
(١) سورة القصص ، آية : ٧٨.