حصلت له نعمة اعترف بأنها من الله سبحانه وشكره عليها قولا وعملا بصرفها في سبيل اطاعته ليزيده الله منها لقوله تعالى :
( لئن شكرتم لأزيدنكم ) (١).
وليديمها له ويدفع عنه البلاء وقد ابرم ابراما وليطول عمره واذا طرأت عليه مصيبة صبر عليها ورضي بها ليكتب الله له ثواب الصابرين الذين عناهم بقوله تعالى :
( وبشر الصابرين (١٥٥) الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون (١٥٦) أُولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأُولئك هم المهتدون (١٥٧) ) (٢).
وغير المؤمن التقي يكون على العكس من ذلك كما سبق فهو اذا حصلت له نعمة لا يعرف ولا يعترف بأنها من الله سبحانه بل يتوهم انها حاصلة له بجهده الشخصي وينتج عن عدم ايمانه او ضعف عقيدته عدم التقيد بشرع الله سبحانه في مقام السعي لتحصيل مطلوبه وفي مقام التصرف به بعد تحصيله فلا يكون لديه اي مانع من ان يحصل له ولو من الحرام كما لا يوجد لديه اي رادع من التصرف به وصرفه ولو في الحرام ـ وهذا وذاك يؤدي في الغالب الى عدم توفيقه في الاول لحصول مراده واذا حصل له فسرعان ما يزول عنه بسبب تمرده على مناهج السماء وعدم تقيده بشرع الله سبحانه شرع العدالة والاستقامة ويضاف الى زوال ما حصله او صرفه في الحرام ـ استحقاق العقوبة الصارمة يوم القيامة.
واذا طرأت عليه ـ اي على غير المؤمن ـ مصيبة وفي الغالب تكون بسوء اختياره نتيجة انحرافه عن خط التقوى ـ ضجر منها وشق عليه تحملها وبذلك تشتد عليه مصيبته واذا ادى به الضجر وعدم التصبر الى الجزع والاعتراض على حكم الله سبحانه وقضائه فإنه يستحق بذلك العقاب في
__________________
(١) سور إبراهيم ، آية : ٧.
(٢) سورة البقرة ، آية : ١٥٥ ـ ١٥٦ ـ ١٥٧.