وهذه الآية المباركة وان وردت في حق اربعة من اهل البيت مع الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم وهم علي وفاطمة وولداهما الحسن والحسين عليهمالسلام على ضوء التفسير الوارد عند الفريقين الا ان كل واحد من الأئمة الثلاثة المذكورين ـ نص على من يكون خليفته بعده مضافا الى النص العام الدال على خلافة وامامة الاثني عشر من اهل بيت الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم الطاهرين من الكتاب والسنة المعتبرة وبعضها بلغ حد التواتر لدى الفريقين.
من الاول ـ اي الكتاب ـ قوله تعالى :
( يايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول وأُولي الامر منكم ) (١).
بقرينة الرواية المعتبرة التي ورد فيها السؤال للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عن المراد بكلمة ( أُولي الامر ) على لسان جابر بن عبد الله الانصاري وبين الرسول بجوابه ان المراد منها هم علي وابناؤه الاحد عشر ويؤكد ذلك حكم العقل واستقلاله بضروة ان يكون المراد منها هؤلاء الأئمة المعصومين لانهم وحدهم القابلون لان يأتوا في المرتبة التالية لمنزلة جدهم الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم نظرا لعصمتهم وهي الشرط الاول ولأعلمية كل واحد منهم من كل معاصريه وهي الشرط الثاني لما تقدم ولذلك امر الله سبحانه بإطاعتهم مطلقا بدون تحفظ وتقييد كما أمر بإطاعة الرسول كذلك وهو أوضح دليل على عصمتهم وان كل ما يصدر عنهم ومنهم من قول او فعل او تقرير وامضاء لتصرفات الاخرين هو منسجم تمام الانسجام مع روح الشريعة وحكمها كالرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم من هذه الجهة ومن الثاني اي من الروايات ما ورد عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مقام بيان من يخلفه من اهل بيته وهو نوعان الاول خاص ببعضهم كحديث الغدير الذي ورد في حق الإمام علي عليهالسلام وهو متواتر لدى الطرفين وهو قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « من كنت مولاه فهذا علي مولاه » وكالحديث الوارد في حق الحسن والحسين عليهماالسلام ومضمونه :
__________________
(١) سورة النساء ، آية : ٥٩.