زهد الإمام علي ( ع )
وقد فسر لنا الزهد بقوله عليهالسلام : « ليس الزهد ان لا تملك شيئاً ولكن الزهد ان لا يملك شيء ».
هذا هو الزهد في نظر الإسلام وقد فسره الإمام علي عليهالسلام بعبارة مختصرة لفظاً ولكنها واسعة معنى حيث توحي بأن الإنسان اذا سعى في سبيل تحصيل الثراء الواسع من المصدر الحلال وللهدف المشروع والمصرف المباح بالمعنى العام للاباحة في مقابل المصرف الحرام مع الالتزام بإخراج الحق المعلوم للسائل والمحروم ـ فإنه بذلك يكون زاهداً ولو ملك مال قارون او ظفر بملك النبي سليمان على نبينا وعليه افضل التحية وازكى السلام ـ كما يكون عابداً لله سبحانه بذلك كله بالعبادة المقربة من الله زلفى بعد ملاحظة ان المراد من العبادة التي جعلها الله سبحانه السبب الداعي والعلة الغائية الباعثة على الخلق والايجاد للإنسان والكون كله ـ هو الخضوع المطلق والانقياد الكلي لارادة الله سبحانه بكل تصرف اختياري يصدر من الإنسان بارادته واختياره.
وحيث ان الله سبحانه امر بالسعي في سبيل تحصيل المال من المصدر الحلال وجوبا او استحبابا كما أمر بأخراج الحق الشرعي وجوباً وبما يزيد عليه استحبابا ـ وبالانفاق اللازم على النفس وسائر افراد الاسرة الذين تجب نفقتهم على المكلف ـ وجوبا وبما يزيد على النفقة الواجبة ـ استحبابا ـ.
أجل : حيث ان الله سبحانه امر بذلك وجوبا واستحبابا فإن المكلف الذي يمتثل هذا الامر الوجوبي او الاستحبابي ـ يكون عابدا لله سبحانه ومحصلاً بهذه العبادة الثواب العظيم الذي يستحق به ما يرغب فيه ويحلم به