( وما ارسلناك الا رحمة للعالمين (١٠٧) ) (١).
وبما اشتهر نقله عن لسان النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم من قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ».
وحيث ان للجهاد قيمته السامية ودوره الطليعي في صون الرسالة من الانهيار امام اعتداء المعتدين كما تقدم فقد حثت الشريعة المقدسة عليه ورغبت فيه وامرت به بأسلوب خاص لم تستعمله في مقام ايجاب سائر الفرائض الشرعية كما يظهر بالتأمل في مضمون واسلوب الايتين الكريمتين التاليتين كما ورد التعبير عن اهمية الجهاد في العديد من الروايات بالاسلوب المقارب للاسلوب القرآني.
الاولى من الايتين المذكورتين قوله تعالى :
( إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم واموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيَقْتُلونَ ويُقْتَلون وعداً عليه حقا في التوراة والانجيل والقران ومن اوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم (١١١) ) (٢).
والثانية قوله تعالى :
( ياأيها الذين آمنوا هل ادلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم (١٠) تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وانفسكم ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون (١١) يغفر لكم ذنوبكم ويدخلكم جنات تجري من تحتها الانهار ومساكن طيبة في جنات عدن ذلك الفوز العظيم (١٢) ) (٣).
ومن الروايات الواردة في مقام بيان فضل الجهاد واهميته في الإسلام
__________________
(١) سورة الانبياء ، آية : ١٠٧.
(٢) سورة التوبة ، آية : ١١١.
(٣) سورة الصف ، آية : ١٠ و ١١ و ١٢ وقد عبرت عن هذه الايات الثلاث بالآية باعتبار انها بمنزلة الواحدة من حيث مضمونها.