حديث من وحي ليلة القدر المباركة
ويأتي الحديث مؤخرا من وحي هذه الليلة المباركة ليكون مسك الختام لهذا الكتاب باعتبار كونها احدى المناسبات الدينية التي تحيى في شهر رمضان المبارك والحديث من وحي هذه الليلة الغراء يكون عادة في ثلاث جهات.
الاولى : يبين فيها الوجه في تسميتها بليلة القدر وقد وجه ذلك بعدة وجوه واعتبارات فقيل : سميت بذلك باعتبار ان الله سبحانه يقدر فيها كل ما يجري على الإنسان من حوادث وطوارىء في سنته الحالية الى سنته التالية ـ وقيل سميت بذلك لان الله سبحانه يعطي للاعمال التي يؤتى بها فيها قيمة رفيعة ومنزلة سامية بلحاظ درجة الثواب المترتب عليها بحيث يكون ثواب العمل المأتى به فيها معادلا لثواب عمل ألف شهر مجرد عن هذه الليلة ولذلك وصفت بأنه خير من الف شهر ـ وقيل سميت بذلك لان الله سبحانه انزل فيها كتابا ذا قدر على نبي ذي قدر من اجل امة ذات قدر على يدي ملك ذي قدر ـ وهو جبرائيل.
الجهة الثانية : يبحث فيها عن فضل هذه الليلة ويكفيها فضلا وشرفا مضاعفة ثواب الاعمال الواقعة فيها ليبلغ مقدار ثواب الاعمال الواقعة في الف شهر مجرد عنها مضافا الى شرف نزول القرآن الكريم فيها واستجابة الدعاء ونحو ذلك من الخصوصيات الشريفة والمشرفة لهذه الليلة المباركة.
والجهة الثالثة : يبحث فيها عدة عن تحديد هذه الليلة وبيان انها اية ليلة