في ليالي القدر فلا تكون مفيدة لصاحبها ومحققه لغاية الاحياء الا اذا كانت محققة للغاية الاساسية التي شرعت الصلاة الواجبة من اجلها وهي التقوى المتمثلة بما وصفها الله به من نهيها صاحبها وانتهائه به عن الفحشاء والمنكر ـ وكذلك الادعية لا تكون محققة لهدف الاحياء الا اذا كانت حية في نفسها واجدة لروح الاستجابة وهي الشروط الاساسية المعتبرة في استجابتها وترتب الاثر عليها وقد اشار الله سبحانه الى شروط استجابته لدعاء الداعي بقوله تعالى :
( واذا سألك عبادي عني فإني قريب اجيب دعوة الداع اذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون (١٨٦) ) (١).
فإنه يفهم من قوله تعالى ان الايمان به واستجابة دعوته للعمل بهذا الايمان هو شرط لاستجابته دعاء من يدعوه وقد عبرت بالشروط مع ان المذكور في الآية المذكوره شرطان لاستجابة دعاء الداعي ـ وهما الايمان بالله والعمل بهذا الايمان الذي عبر الله عنه بالاستجابة ـ وذلك بلحاظ الشروط الاخرى المذكورة في محلها لاستجابة الدعاء.
ويسرني في ختام الحديث عن ليلة القدر ان اختمه بالمقطوعة الشعرية التي نظمتها مؤخرا بوحي من مناسبتها المباركة وهي كما يلي :
ليلة القدر سمو وارتـقاء |
|
ومعان ترفع القدر وضـاء |
وصلاة ننتهي عن منكـر |
|
بهداها وزكـاة وعطــاء |
وصيام يثمر التقوى لـنا |
|
مثلما يبغي الهي ويــشاء |
وجهاد اكبر يطوي بــه |
|
عن سماء النفس حقد وعداء |
ذلك القدر الذي نصبو له |
|
موقف حر وصدق ووفـاء |
لنعيش القدر حبـا صادقا |
|
يتسامى بــعلاه النــبلاء |
_________________
(١) سورة البقرة ، آية : ١٨٦.