التي انزل الكتاب العظيم من اجلها.
ندرك ان القارىء لآياته المباركة بدون تدبر لمعانيه والتفات ولو اجمالا ـ لمراميه بمعنى ان القراءة كانت مطلوبة لذاتها كما هو شأن الكثيرين ممن يقرأون القرآن في شهر رمضان المبارك بسرعة خاطفة وكل همهم ان يقرأوا القرآن كله اكثر من مرة لينالوا بذلك الثواب الاكثر.
اجل : على ضوء معرفة الغاية الاساسية المقصودة من انزال القرآن الكريم وهي نفسها مقصودة من تلاوته ـ ندرك ان التلاوة المجردة عن التدبر الواعي يكون ثوابها قليلا ـ وربما فقد الثواب وحل مكانه استحقاق العقاب اذا كان لا يتمثل امرا بواجب ولا نهيا عن حرام فيترك الحج مع استطاعته والصلاة مع تلاوته الايات الامرة بها ـ كما يترك تأدية الفريضة المالية من الخمس والزكاة مع تعلقها بمالها وبعضهم يلتزم بالصلاة في خصوص شهر رمضان ويتركها في غيره نتيجة جهله بالغاية الاساسية التي شرع الصوم من اجلها وهي التقوى كما سبق ـ وهي لا تتحقق الا بفعل جميع الواجبات وترك جميع المحرمات في جيمع الاوقات كما هو واضح ـ فمثل هذا الشخص يكون صومه ناقصا وكذلك من لا يتورع بترك المحرمات وخصوصا الغيبة والنميمة والكذب ونحو ذلك من المحرمات الكبائر وهو المقصود بقول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : رب صائم ليس له من صومه الا الجوع والعطش وكذلك من يصلي ويقتصر على صورة الصلاة من دون ان يعرف فلسفتها ويدرك غايتها وهي الانتهاء عن الفحشاء والمنكر وهو المعنى بقول الرسول الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم : من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد عن الله الا بعدا ـ ونفس الشيء يمكن ان يقال بالنسبة الى من يكتفي بتلاوة آيات القرآن الكريم ولا يتدبر معناها ولا يعمل بمقتضاها لانه يكون شبيها بالشخص الذي يحمل المصباح بيده ولا يفتح عينيه على نوره ليستفيد منه ويسلم من العثور هذا كله بالنسبة الى تلاوة القرآن الكريم وخصوصا في الشهر المبارك وعلى الاخص في ليالي القدر وايامه ـ واما الصلاة المستحبة