والتحفظ مما حضرت فيه واعنا على صيامه بكف الجوارح واستعمالها فيما يرضيك حتى لا نصغي باسماعنا الى لغو ولا نسرع بابصارنا الى لهو وحتى لا نبسط ايدينا الى محظور » إلخ.
كما اشار عليهالسلام في دعاء الوداع الى الفائدة المترتبة على تشريع فريضة الصوم المبارك في شهره المبارك وهي التوبة الى الله سبحانه وتطهير النفس من ادناس الذنوب والخطايا بماء المغفرة وقطر العفو والرحمة حيث اعتبر الله سبحانه هذا الشهر فرصة سانحة يتدارك فيها المؤمنون ما فاتهم من الطاعة فيما مضى من الشهور وحمام طهارة ونظافة من اوساخ المعاصي ومهد السبيل لذلك بفتح باب التوبة على مصراعيه في هذا الشهر المبارك وجعل الحسنات تتضاعف وتحصل بكمية كثيرة لا تحصل في غيره من الشهور ومن ذلك انه جعل تلاوة آية من القرآن فيه معادلة في الاجر لثواب تلاوة القرآن كله في غيره من الشهور كما ورد ذلك مفصلا في خطبة النبي التي القاها في اخر جمعة من شعبان وقد ورد في اولها :
« ايها الناس قد اقبل اليكم شهر الله تعالى بالبركة والرحمة والمغفرة شهر هو عند الله افضل الشهور وايامه افضل الايام ولياليه افضل الليالي وساعاته افضل الساعات وهو شهر قد دعيتم فيه الى ضيافة الله وجعلتم فيه من اهل كرامة الله انفاسكم فيه تسبيح ونومكم فيه عبادة وعملكم فيه مقبول ودعاؤكم فيه مستجاب ـ فاسألوا الله بنيات صادقة وقلوب طاهرة ان يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه فإن الشقي من حرم غفران الذنوب في هذا الشهر العظيم » الخ.
والوجه في عمومية بعض الادعية وشمولها لكل الليالي والايام هو ترتب الاثر المطلوب منها فيها كلها بلا قيد ولا تخصيص بزمان معين حسب تقدير الله وحكمته فهو خالق الإنسان والزمان والمكان والعالم بخصوصية كل واحد منها والفائدة المترتبة على كل عبادة من حيث العموم والشمول لكل زمان ومكان ومن حيث الخصوص والاختصاص ببعضها والى هذا المعنى