الاعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم وهو قوله : « المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء ». كما يدل عليه بوضوح قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صوموا تصحوا » هذا هو حاصل الحديث الثاني الذي نشر مع الاول في مجلة الايمان كما مرت الاشارة اليه.
واحب ان اقف من الحديث الاخير الذي ختم به الحديث الثاني وهو قول النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : « صوموا تصحوا » وقفة تأمل وتدبر من اجل استحياء الدروس التربوية والفوائد المعنوية والصحية بالمعنى الاعم للصحة الشامل للكيان الإنسان ي بمجموعه المادي والمعنوي فأقول :
ان المتبادر من كلمة تصحوا الواردة في الحديث النبوي الشريف وان كان هو الصحة المادية الجسمية وسلامة البدن من امراضه المعهودة ولكن اذا دققنا النظر في مضمون هذا الحديث ولاحظنا بعين البصيرة ما يترتب على الصوم من الصحة العامة الشاملة للكيان البشري كله المؤلف من عنصري الجسم والروح ـ ندرك ان المقصود منه هو الصحة الاعم الشاملة للمعنوية والمادية معا ـ وذلك لان الصوم كما يلعب دورا بارزا في تحصين الصحة البدنية ووقايتها من الاصابة بالكثير من العوارض الصحية البدنية ـ ويساهم ايضا في علاجها وازالتها بعد حصولها كما تقدم.
كذلك هو يلعب دورا طليعيا في صحة الجانب المعنوي من الكيان البشري حيث يساهم في سلامة الذهن من البلادة وضعف الفهم والاستيعاب لما يعطى له من الدروس او يطالعه من الكتب والمقالات.
وذلك لان النفس البشرية اذا كانت راغبة في شيء من الاشياء المادية او المعنوية فهي تنطلق مع هواها وتتجاوز حد التوسط والاعتدال غالبا ـ والطعام والشراب من الصق الاشياء المادية بحياة الإنسان ويزيد ميله اليهما والرغبة فيهما اذا كانا من نوعية تقتضي الانجذاب اليهما اكثر ولازم ذلك الزيادة منهما والاسراف فيهما وهذا يؤدي بطبعه الى تصاعد المزيد من الابخرة من المعدة الى الذهن لتغطي مرآته بحجاب منها يغطي صفحتها ويحجب نور الوعي عنها.