ويتحول الحب من خطه المنحرف الى الخط القويم وصراطه المستقيم ليصبح حبا لله واوليائه كما يصبح البغض بغضا لعدو الله واوليائه وهذا هو المقصود من قولهم في مقام التعبير عن الحب السليم والبغض المستقيم بأنه الحب في الله والبغض في الله.
وهذه من ابرز صفات المؤمن الواعي الموحد ولذلك ورد مدحه في الشرع الإسلامي مع الامر به والحث عليه في الكتاب الكريم وسنة النبي العظيم صلىاللهعليهوآلهوسلم.
وذلك لان الحب والبغض اذا سارا في الاتجاه السليم كما اراد الله تعالى فهما يساهمان مساهمة فعالة في بناء شخصية الإنسان المؤمن ويجعلان منه كيانا ساميا مثاليا يحب لغيره ما يحبه لنفسه ويفعله ويكره لغيره ما يكرهه لنفسه ويتركه.
وبذلك يصبح مصداقا للمؤمن الرسالي الذي ورد وصفه في الشرع الإسلامي القويم ـ بإن خيره مضمون وشره مأمون وهكذا يضيء الدين بأصوله القويمة وفروعه الحكيمة واخلاقه الحميدة ـ كل جوانب النفس البشرية فلا يبقى فيها شيء من ظلام الباطل وغيهب الانحراف المعنوي وذلك بصومها المعنوي الداخلي وامساكها عن كل المفطرات المعنوية المبطلة لذلك الصوم الباطني ـ وبهذا الصوم الواعي الفاعل يتحقق الصوم والامساك الكامل الذي ينطلق من داخل الذات وجوانبها الى خارج النفس وجوارحها ليصوم كل عضو عما حرم الله سبحانه فعله به.
فتصوم العين عن النظر الى ما حرم الله النظر اليه وتصوم الاذان عما حرم الله الاستماع اليه كالغناء والغيبة المحرمة بدون نهي الناطق بها دفاعا عن الغائب المذكور بها ـ مع التمكن من ذلك بلا ضرر او حرج وكذلك الاستماع الى الموسيقى المحرمة ونحو ذلك من المحرمات السماعية.
وكذلك يصوم اللسان عن كل محرم لساني كالكذب وشهادة الزور