والغيبة المحرمة والنميمة والسخرية والسباب والتنابز بالالقاب ونحو ذلك مما حرم الشارع النطق به مع عدم وجود المبرر الشرعي له.
وتصوم اليد عن القيام بأي عمل محرم بدون عذر ديني والرجل تصوم عن السعي في طريق معصية الله سبحانه وهكذا وفطور هذه الاعضاء الصائمة يتمثل بضد تلك المحرمات مما أمر الله سبحانه من الواجبات والمستحبات والمباحات والمؤمن الواعي لحكمة التشريع يترفع وينزه نفسه حتى عن فعل المكروهات لانها وان كانت جائزة في نفسها الا ان التعود عليها والاسترسال فيها يضعف المناعة النفسية عنده الى درجة يصبح معها قابلا ومستعدا للأنجراف بتيار الهوى والسقوط في مستنقع المعصية ولذلك عبر عن المكروهات بأنها حمى للمحرمات بمعنى انها تمثل السياج الرادع والسور المانع فاذا اقتحم المكلف هذا السور وقع في المحذور وتعرض لسخط الله سبحانه وسوء العاقبة في الدنيا والاخرة.
ولهذا ورد حول هذا الموضوع : من حام (١) حول الحمى اوشك ان يدخله ـ وعلى ضوء ما تقدم يعرف ان الصوم في الواقع التشريعي ـ يعتبر صونا للكيان الإنسان ي من كل ما يضره ماديا ومعنويا وفرديا واجتماعيا دنيويا واخرويا.
كما انه في الوقت نفسه تجمل بأنبل الصفات واجمل الاخلاق ومن المعلوم ان المؤمن عندما يحقق الصوم بمعناه العام الشامل لكل كيانه الداخلي والخارجي فإنه يصنع منه انسانا رساليا مثاليا يسمو على الملائكة ويستحق الاجلال والتقدير من الخالق والمخلوق ويهيىء شخصه لنوال السعادة الكاملة في الدنيا والاخرة.
وحيث اننا لا نزال نعيش في رحاب الصوم الإسلامي الشامل فإني
__________________
(١) هذا نقل للمثل بالمعنى والمضمون لا بالنص.