حكم القصاص على بعض اقاربنا او اصدقائنا ـ فهذا الإنسان المؤمن الذي احبه الله تعالى لاستقامته في طريق شرعه وامتثاله اوامره ونواهيه يطلب منا ان نقدم هدانا على هوانا ونحبه بالحب المبدئي العقلي تبعا لمحبة الله له محكمينا عقلنا الديني على مزاجنا وميلنا المادي الشخصي.
وعلى ضوء الميزان السليم للحب في الله نستطيع ان نعرف الشخص الذي يستحق ان يبغض في الله ـ فهو الذي ابغضه الله تعالى بسبب انحرافه عن منهج فطرته بالكفر او عن خط الاستقامة في طريق الشرع بالفسق والعصيان بعد الاعتراف بأصول الدين والالتزام بمنهاجه واحكامه فمثل هذا الشخص لا يوجد اي مجال لان يجتمع حب الله واقعا مع الانفتاح عليه والميل اليه كما هو واضح لانهما لا يجتمعان بإعتبار ان حب الله سبحانه نور معنوي مبدئي وحب عدوه ظلام باطني عاطفي وكما لا يلتقي النور والظلام الحسيان في مكان واحد كذلك النور والظلام المعنويان.
وقد صرح الله سبحانه بهذه الحقيقة الموضوعية بقوله تعالى :
( لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الاخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباهم أو أبنائهم أو أخوانهم أو عشيرتهم أُولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها رضى الله عنهم ورضوا عنه أُولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون (٢٢) ) (١).
وقد وضع الإمام علي عليهالسلام ميزانا واقعيا لنعرف به الصديق الحقيقي ونميزه عن العدو الواقعي وذلك بقوله : ماحاصله : « اصدقائك ثلاثة واعداؤك ثلاثة ـ اما اصدقاؤك فهم صديقك وصديق صديقك وعدو عدوك وأعداؤك هم عدوك وعدو صديقك وصديق عدوك والشخص المبغوض من قبل الله سبحانه داخل في القسم الثاني من الاعداء لان الله سبحانه هو المحبوب الاول
__________________
(١) سورة المجادلة ، آية : ٢٢.