والصديق الاكمل الافضل ـ ان صح التعبير ـ ومن يعصيه ويتمرد عليه بالكفر او المعصية يكون عدوا له ـ فيكون عدواً لنا ومبغوضا من قبلنا لله وفي الله تعالى.
وقد بين الله تعالى ان حبنا له يجب ان يكون بالمستوى الاعلى والدرجة الارقى من حب اي كائن في الحياة ممن تدعونا الطبيعة البشرية لحبهم والميل اليهم بحكم ارتباطنا العرقي او احتياجنا المادي وذلك هو مقتضى الانطلاق من القاعدة النفسية والاخلاقية الايمانية التي اعتبرت ان حب الله سبحانه هو المصدر والاصل لاي حب يتعلق بالمخلوقين والمخلوقات ـ ومن المعلوم بميزان المنطق السليم ان الاصل والنبع يكون اقوى وارفع من الفرع الذي انبثق منه وخصوصا اذا كان هذا الاصل هو اصل الاصول وسبب الاسباب ورب الارباب ـ فلا يجوز ان يجعل الفرع بمستواه من أية جهة وبأي اعتبار فضلا عن ان يقدم عليه ويعتبر افضل واولى منه ـ اي من الاصل ـ وقد اشار الله سبحانه الى ذلك بقوله :
( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وازواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره واللهُ لايهدي القوم الفاسقين (٢٤) ) (١).
كما بين سبحانه درجة الحب العالية التي بلغها المؤمنون الواعون وارتقوا بها الى المستوى المناسب لعظمة الله تعالى وسعة فضله مقابل الجاهلين الغافلين الذين يتخذون اندادا من دون الله ويحبونهم بدرجة حب الله ـ وذلك بقوله تعالى :
( ومن الناس من يتخذ من دون الله اندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا اشد حبا لله ) (٢).
__________________
(١) سورة التوبة ، آية : ٢٤.
(٢) سور البقرة ، آية : ١٦٥.