( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسوراً ) (١).
وبما ذكرنا من ان فصل الجسم وفطامه عن الطعام والشراب مدة من الزمن يؤدي الى ذبول الغرائز البشرية التي تنمو وتقوى بهما وذلك يساعد على سيطرة القوة العقلية عليها وتمكنها من تسييرها في طريق الاعتدال والتوسط تعرف قيمة الصوم ودوره الفعال في تهذيب النفس واستقامة السلوك وتلك هي فلسفة الصيام باختصار وغايته الهادفة التي تصنع من الإنسان الملتزم بخط السماء ايمانا وعملا ـ مسلما رساليا سائرا في درب الفضيلة والكمال ومحققا ما اراد الله له ان يحققه من التقدم والسعادة في الدنيا والآخرة.
أسباب المحبة والصفاء
وبعد التعرض لذكر صفتي الحب والبغض وان ذلك يجب ان يرتبط بالله سبحانه ليظل في اطار الحق والفضيلة فلا يجمح بصاحبه الى طرف الباطل والرذيلة.
أجل : بعد الوصول بالحديث الى هذه النقطة الحيوية ـ يترجح التعرض بوحي المناسبة ـ الى ذكر الاسباب والعوامل التي تؤدي الى المحبة والصفاء من اجل ان نوجدها ونتوصل بها الى تحصيل المحبة الواعية الرسالية التي تثمر للانسان فردا ومجتمعا الكثير من الخير والمصالح ـ كما يترجح في المقام وفي المقال ذكر الاسباب التي تؤدي الى العداوة والبغضاء وتفشيها بين افراد المجتمع وذلك من اجل اجتنابها والتخلص من افاتها والشرور الكثيرة التي تؤدي اليها فأقول وعلى الله الاعتماد ـ وبه الاستعانة : ان الله سبحانه وهو الرحمن الرحيم قد شاءت حكمته ان يخلق الكون لخدمة الإنسان
__________________
(١) سورة الإسراء ، آية : ٢٩.