وسيلة علاج مرض العداوة عند أهل البيت
وقد روى لنا التاريخ ما صدر عنهم من ذلك في هذا المجال ـ وقصة الرسول الاعظم مع جاره اليهودي الذي كان يؤذيه بوضع ما يزعجه في طريقه ومقابلة الرسول له بالعفو والاحسان الذي تمثل بعيادته حال مرضه وأدى ذلك الى دخوله في الإسلام هذه القصة مشهورة عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم وكذلك عفوه عن المشركين الذين سببوا له الاذى الشديد نفسيا وجسميا في معركة أحد وغيرها ومقابلته لهم بالعفو عنهم ودعائه لهم بالمغفرة مع الاعتذار لهم بأنهم لا يعلمون ومثله صفحه عن المشركين يوم فتح مكة حيث طلب من الإمام علي عليهالسلام ان يدخل الراية برفق رافعا شعار السلام قائلا لهم : « ـ من وضع سلاحه فهو آمن ومن دخل بيته فهو آمن ومن دخل بيت أبي سفيان فهو آمن ـ ».
وعندما وصل الى باب الكعبة قال لاولئك الذين كانوا لاجئين اليها : « ماذا تظنون أني صانع بكم »؟. قالوا « خيرا انت اخ كريم وابن اخ كريم ».
فقال لهم : « اذهبوا فأنتم الطلقاء » (١).
ويسير في نفس الطريق الى ذات الهدف الرسالي ـ عفو الإمام علي عليهالسلام عن خصومه في معركة الجمل وسماحه لمعاوية وجيشه بورود الماء يوم صفين بعد ان كانوا قد منعوه واصحابه عنه عندما سبقوا اليه ومَنْعُه اصحابه من سب معاوية وجماعته قائلا : « إني أكره لكم ان تكونوا سبابين »
__________________
(١) هذا نقل للحديث بالمعنى والمضمون.