وتحول الوضع من سيء الى أسوأ ففي هذا الفرض يترجح العفو وربما وجب بالعنوان الثانوي اذا كان الرد بالمثل يؤدي الى فتنة داخلية تسبب المزيد من المأسي والمضاعفات السلبية الخطيرة.
ترجيح الإسلام علاج المشكلة بالتي هي أحسن
واذا استطاع المعتدى عليه ان يضبط اعصابه اكثر ويقابل الاساءة بالاحسان كما كانت سيرة اهل البيت عليهمالسلام والسائرين على خطهم فإن هذا يكون ارجح واصلح لانه يساعد غالبا على العلاج الجذري لمرض العدوان وربما ترتب عليه زوال الخصومة نهائيا وتحولها الى صداقة نافعة ومحبة دافعة وقد اشار الله سبحانه الى ذلك بقوله تعالى :
( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي احسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم (٣٤) ) (١).
وتأتي قصة الإمام الصادق عليهالسلام مع ذلك الشخص الذي حاول منعه من الانطلاق للأمام في طريقه الى أهله بعد ان اطلق المنصور سراحه من سجنه في الحيرة وقال للإمام عليهالسلام وهو يحاوره : لا ادعك ان تجوز فإلح الإمام عليه بطلب السماح وظل مصرا على موقفه المعاند وكان مع الإمام عليهالسلام من اصحابه شخص يدعى مرازما ومن مواليه شخص آخر يدعى مصادفا فقال له مصادف هذا :
جعلت فداك ان هذا قد اذاك واخاف ان يردك وما ادري ما يكون من امر ابي جعفر وانا ومرازم أتأذن لنا ان نضرب عنقه ثم نطرحه في النهر؟.
فقال عليهالسلام : كف يا مرازم وظل مستمراً على حواره مع ذلك الشخص
__________________
(١) سورة فصلت ، آية : ٣٤.