موضوع الحديث في هذا الكتاب
هو الصوم الظاهري والباطني
قارئي العزيز : لعلك تقول : إن ما ذكر مؤخرا من ابحاث اخلاقية خارج عن موضوع الكتاب الذي حدد بالصوم وفلسفته وذلك لعدم التعرض فيها لذكر الصوم والتحدث عما يتعلق به.
وأقول : لدفع هذه الشبهة التي يتوقع حصولها عند البعض : ان هذا الاشكال والاستشكال انما يرد اذا قصر القارىء الكريم نظره على ظاهر الكلام ولم ينظر بعين بصيرته الى جوهر البحث وروح الحديث وهو الصوم المعنوي الكامل الشامل لباطن الإنسان وظاهره واما اذا تجاوز ظاهر الحديث وسطح الكلام وعمق نظر فكره الى محتواه الداخلي فهو يدرك ان الحديث لا يزال يتحرك في اطار موضوعه ويدور في فلكه بلحاظ كون الصوم المبحوث عنه وحوله هو الاعم من الظاهري والباطني الاساسي المقصود الذي يتمثل بإمساك النفس وجوانحها عن كل ما يكره المولى حصوله من المكلف بإرادته وما ذكرناه من الصفات الحميدة وابرزها الحب في الله والبغض في الله يعتبر تحديدا لاطار الصوم العام وربما لساحته الواسعة لان البغض في الله يمثل الامساك والترك لكل ما يكره المولى صدوره من المكلف بارادته تحريما او كراهة بحدها الخاص والحب في الله يمثل الغذاء الروحي والطعام المعنوي النفسي الذي تفطر عليه النفس بعد انصرام نهار الهوى وحلول ليل الهدى. وبالامساك الباطني عن كل صفة ذميمة ونية سقيمة يتحقق صوم الروح وهو