يمثل روح الصوم في مقابل صوم الجسم وحده المتمثل بالامساك عن تلك المفطرات المادية المعهودة ،
ومن المعلوم ان هذا الصوم الجسمي الظاهري اذا لم ينفذ الى الداخل لتصوم الروح مع الجسم ـ فهو صوم ناقص لانه صادر عن بعض الإنسان وهو جسمه وحده ولم يصدر عن مجموع كيانه المؤلف من الجسم والروح معا ـ ليكون صوما كاملا مقرباً من الله الكامل والحاصل انه بعد أن أدركنا ان الصوم الحقيقي الواقعي المقصود حصوله من الصوم الظاهري المعهود ـ هو الامساك العام عن كل ما يكره الله صدوره عنا من الافعال واتصافنا به من الصفات ندرك جيدا ان ما اشرت اليه ونبهت عليه من اهمية المحبة في الله وما يترتب عليها من الفوائد الهامة العامة مع بيان ابرز اسبابها المنتجة لها من اجل الالتفات اليها والمحافظة عليها ان كانت موجودة والسعي في سبيل ايجادها ان كانت مفقودة وكذلك ما لفت النظر اليه من خطورة العداوة وما يترتب عليها من المضار الكثيرة والخطيرة في الدنيا والاخرة اجل : بعد الالتفات الى ان موضوع الحديث في هذا الكتاب هو الصوم الحقيقي الواقعي لا خصوص الظاهري التقليدي المعهود المتمثل بالامساك عن تلك المفطرات المعهودة المعدودة واكثرها مباح في نفسه مع عدم الامساك عن المحرمات الشرعية الذاتية.
ندرك جيدا ان الحديث الذي تناولت به بيان الصوم الواقعي والاسباب المؤدية له للتتبع من اجل تحقيقه والعوامل المبطلة له من اجل تركها محافظة على حصوله وعدم ابطاله معنويا هو حديث ملتزم ومتحرك في اطاره المرسوم وحده المعلوم لان الامساك عن كل المحرمات المعلومة والتجرد من كل الصفات المذمومة هو الهدف الاساسي المقصود من الصوم الخاص بمعناه التقليدي.
وعلى هذا ندرك ان للصوم العام مبطلات كما ان للصوم الخاص مفطرات وعليه يتعين على المكلف اذا اراد تحقيق الصوم العام ان يمسك عن