ابي طالب فهي نثرية وشعرية اما الاولى فهي ما جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد ان ابا طالب لما حضرته الوفاة دعا بني عبد المطلب وقال لهم :
« لن تزالوا بخير ما سمعتم من محمد واتبعتم امره فاتبعوه واعينوه ترشدوا ».
وروى هذه الوصية ابن الجوزي في تذكرة الخواص والنسائي في الخصائص وصاحب السيرة الحلبية في سيرته (١).
واما الشهادة القولية الشعرية فهي تتمثل بأشعاره التي يعبر بها عن ايمانه برسالة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وتصديقه بها من ذلك قوله :
ولقد علمت بأن دين محـمد |
|
من خير أديان البرية ديـنا |
والله لن يصلوا اليك بجمعهم |
|
حتى اوسد في التراب دفينا
|
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم:
ألم يعلموا أنا وجدنا محمــداً |
|
رسولا كموسى خُط في اول الكتب |
وان عليه في العبـاد محـبة |
|
ولا حيف فيمن خصه الله في الحب |
وخلاصة القول في ايمان ابي طالب : ان ملاحظة مجموع ما تقدم من الشواهد الفعلية والقولية الصادرة منه مباشرة ومن غيره في حقه مع الآية الكريمة والروايات المعتبرة الناطقة بإيمانه.
أجل : إن ملاحظة مجموع ذلك يوحي بالقطع بواقعية ايمان هذا البطل الايماني الخالد.
ومجرد عدم تصريحه بالشهادتين لو سلم ذلك ـ لا يضر بما ذكرنا من ثبوت ايمانه بالادلة القاطعة والشواهد الواضحة وذلك لاحتمال ان يكون ذلك
__________________
(١) نقل ذلك المرحوم المقدس حجة الإسلام المحقق استاذي الجليل السيد هاشم معروف في كتابه القيم سيرة المصطفى صفحة ٢٠٤ عن كتاب الغدير للأميني ( قده ).