ونقل أيضا عمّن حدّثه أن أحد تلامذته رآه بعد وفاته بمدة قليلة وهو في مقبرة أنصار الحسين عليهالسلام ، فسأله مستعلما هل أنه وصل إلى هذه المكانة ، فقال له الشيخ رحمهالله : نعم ، ولو أكملت (الحدائق) لكنت أقرب إلى الحسين عليهالسلام من أنصاره (١).
ونقل صاحب علماء البحرين قال : (قال محمّد المدعوّ بحسن الشريف السبزواري : رأيت في عالم رؤياي مولانا الصاحب ـ عجل الله فرجه ـ في ليلة السادس من شهر شعبان المعظم سنة إحدى وثمانين ومائة بعد الألف من الهجرة النبوية ، بأوصاف سطرت في كتبنا ، فسلمت عليه وردّ الجواب بأحسن ممّا سلمت عليه ، وهو منشغل بوضوء الصلاة في كمال الخضوع والخشوع ، ولما فرغ من الوضوء أقبل إليّ وأخذ يتكلم معي ، فقلت : يا سيدي ، تفضل عليّ بحق الله الذي لا إله إلّا هو ، وقل حسبك ونسبك ، فإني ما رأيت مثلك فينا قط بهذه الفصاحة والبلاغة ، فمن أنت؟ قال لي : أنا حجة الله عليكم ، وإمامكم.
فلمّا سمعت هذا الكلام من الإمام عليهالسلام أخذت أقبّل يديه ورجليه ، وقلت : جعلني الله فداك ، ما سبب اختفائكم عن الناس وهم محتاجون إليكم؟ قال : من الله ، لمصلحة استأثر بعلمها ، أو من العدو وقلّة الناصر. قلت : جعلت فداك ، أقريب ظهور دولتكم ورفاه شيعتكم؟ قال : لا. قلت : لم؟ قال : الوقت لا يصلح ، والعصر لا يقتضي. قلت : نحن في ضلالة وحيرة من أمور ديننا ، وما رجل عالم فينا يستقيم رأيه في المسائل ، وكل من نلقاه يقول على خلاف غيره ، وما نعلم على رأي من نعمل في أمور ديننا.
ومن الاتفاقات الحسنة أنه كان في يدي كتاب (الحدائق الناضرة في أحكام العترة الطاهرة) ، فقلت : جعلت فداك ، هذا الكتاب مشتمل على أخبار وأحكام
__________________
(١) المصدر نفسه.