أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» (١).
وهذا الحديث متفق عليه ، رواه الجمهور من طرق متعددة. والإمامية هم مختصّون بركوب هذه السفينة ؛ لأنهم أخذوا مذهبهم عن الإمام جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام ولقب مذهبهم بالجعفري ، وهو أخذه عن أبيه باقر العلوم ، وهو أخذه عن أبيه زين العابدين ، وهو أخذه عن سيد الشهداء عليهالسلام وهو أخذه عن أبيه أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو أخذه عن أخيه وابن عمه رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهو أخذه عن جبرئيل عليهالسلام ، وهو أخذه عن ربّ العزة جلّ شأنه. وكل فرقة غيرهم أخذت دينها عن إمامها ، كأصحاب أبي حنيفة وأصحاب الشافعي وأصحاب أحمد بن حنبل ، وهو ظاهر لا يحتاج إلى البيان.
على أن الحديث روي بعدة أسانيد هكذا : قال صلىاللهعليهوآله : «افترقت أمّة موسى على إحدى وسبعين فرقة كلّها في النار إلّا واحدة وهي التي اتبعت وصيّه يوشع ، وافترقت أمّة عيسى على اثنين وسبعين فرقة كلها في النار إلّا واحدة وهي التي اتبعت وصيّه شمعون ، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلّا واحدة وهي التي تتبع وصيي عليا (٢)» (٣)) انتهى كلامه زيد اكرامه.
__________________
(١) أقول : روى الخبر بهذا الوجه الذي ذكر الطبرسي قدسسره في كتاب (الاحتجاج) (١) ، والظاهر أن نقله هاهنا وقع بالمعنى. والخبر روي عن علي عليهالسلام ، وفي آخره : ثم قال : «ثلاث وعشرون فرقة من الثلاث والسبعين فرقة كلها تنتحل مودّتي وحبّي واحدة منها في الجنة ، وهي النمط الأوسط ، واثنا عشرة في النار» الحديث. والمراد بهذه الفرق : فرق الشيعة كالزيدية والفطحية ونحوها ، وتلك الفرقة الناجية منها هي الإمامية. منه رحمهالله ، (هامش «ح»).
(٢) المعجم الكبير ٣ : ٤٥ ـ ٤٦ / ٢٦٣٦ ـ ٢٦٣٨ ، الصواعق المحرقة : ١٨٦.
(٣) كتاب سليم بن قيس : ٩٦ ، الأمالي (الطوسي) ٥٢٣ ـ ٥٢٤ / ١١٥٩ ، بحار الأنوار ٢٨ : ٣ ـ ٤ / ٥.
__________________
١ ـ عنه في مشكاة المصابيح ٣ : ٣٧٨ / ٦١٨٣.