قتل رجل لو قتل لم يقع بين أمّته اختلاف ، ويتعلّلان باشتغاله بالركوع والسجود ، مع أنه صلىاللهعليهوآله عالم بذلك ، لا سيما مع تقدم وصفه والثناء عليه ، مع أنه قال لأبي بكر حين أمره بقتله : «إنه أول من يأتي في حزب الشيطان» ، فإذا كان هذه حالهم معه صلىاللهعليهوآله في حياته فكيف يستبعد منهم المخالفة له بعد مماته سيما فيما يكون لهم فيه مطالب وأغراض دنيوية ؛ من الرئاسة والإمارات على كافة البرية؟
وما تضمنه (١) من النص الجلي على أن الفرقة الناجية من تلك الفرق هم علي عليهالسلام وشيعته.
وأنت خبير بأن ظاهر هذا الخبر وأمثاله أن المراد بنجاة هذه الفرقة من النار هو عدم دخولها النار بالكلية ، وبأن ما عداها في النار خلودا فيها ؛ فإن تلك الفرقة الناجية من الامم الثلاث المذكورة في الخبر إنما نجت بمتابعة الوصي ، كما تقدم نقل الرواية به في صدر المقالة.
وحينئذ ، فما عداها ممن خالف الوصي وأنكر وصايته ونيابته مستحق الخلود في العذاب ، كما لا يخفى على أولي الألباب ، وبذلك يظهر لك ما في كلام المحقق الدواني حيث قال ـ بعد نقل حديث : «ستفترق أمّتي» ـ : (قوله : «كلها في النار إلّا واحدة» من حيث الاعتقاد ، فلا يرد أنه لو أريد الخلود فيها فهو خلاف الإجماع ، فإن المؤمنين لا يخلدون فيها ، وإن اريد مجرد الدخول فهو مشترك بين الفرق ؛ إذ ما من فرقة إلّا وبعضها عصاة. والقول بأن معصية الفرقة الناجية مطلقا مغفورة بعيد جدا ، ولا يبعد أن يكون المراد : استقلال مكثهم في النار بالنسبة إلى سائر الفرق ترغيبا في تصحيح الاعتقاد) (٢) ـ انتهى ـ فإنه مجرد رمي في الظلام ، أو
__________________
(١) أي ولينظر إلى ما تضمنه هذا الخبر الشريف ...
(٢) عنه في الفرقة الناجية (إبراهيم القطيفي) : ٨.