أنت فيه؟
وقُلت فيما قُلت : انظر لنفسك ولدينك ، ولأمّة محمد ، واتّقِ شقّ عصا هذه الأمّة ، وأن تردهم إلى فتنة. وإنّي لا أعلم فتنة أعظم على هذه الأمّة من ولايتك عليها ، ولا أعلم نظراً لنفسي ولديني ولأمّة محمد صلىاللهعليهوآله من أن اُجاهدك ...
وقُلت فيما قُلت : إن أنكرك تنكرني ، وإن أكدك تكدني ، فكد ما بدا لك ؛ فإنّي أرجو ألاّ يضرّني كيدك ، وأن لا يكون على أحد أضرّ منه على نفسك ؛ لأنّك قد ركبت جهلك ، وتحرّصت على نقض عهدك ، ولعمري ما وفيت بشرط ، ولقد نقضت عهدك بقتل هؤلاء النفر الذين قتلتهم بعد الصلح والأيمان ، والعهود والمواثيق ، ولم تفعل ذلك إلاّ لذكرهم فضلنا ، وتعظيمهم حقّنا ، وليس الله بناس لأخذك بالطنّة ، وقتلك أولياءه على التهم ، ونفيك أولياءه من دورهم إلى دار الغربة ...» (١).
ولذا ، فإنّ الباحث يتساءل عن السرّ في قعود الحسين عليهالسلام عن الثورة في عهد معاوية مع وجود مبرّرات الثورة في عهده ، فلماذا لم تدفعه هذه المبرّرات إلى الثورة في أيّام معاوية ، وحملته على الثورة في أيّام يزيد؟
الذي نراه في الجواب على هذا التساؤل : هو أنّ قعود الحسين عليهالسلام عن الثورة في عهد معاوية كانت له أسباب موضوعية لا يمكن تجاهلها ، ويمكن إجمالها فيما يلي :
__________________
(١) الإمامة والسياسة ١ / ١٨٩ ـ ١٩٠ ، وأعيان الشيعة ٤ : قسم أول : ١٤٣ ـ ١٤٦.