«وأنا أحقّ من غيّر». فيها تعبير عن شعوره بدوره التأريخي الذي يتحتّم عليه أن يقوم بأدائه.
ومرّة ثالثة حدّث الحسين عليهالسلام أهل العراق عن ثورته ومبرراتها ، وكانت خطبته هذه في الساعات الأخيرة التي سبقت اشتباك القتال بينه وبين الجيش الأموي. قالوا : إنّه عليهالسلام ركب فرسه فاستنصتهم فلم ينصتوا ، حتّى قال لهم :
«ويلكم! ما عليكم أن تنصتوا لي فتسمعوا قولي؟! وإنّما أدعوكم إلى سبيل الرشاد ، فمَنْ أطاعني كان من المرشدين ، ومَنْ عصاني كان من المهلكين ، وكلّكم عاصٍ لأمري ، غير مستمع لقولي ، فقد مُلئت [بطونكم] من الحرام ، وطُبع على قلوبكم. ويلكم! ألا تنصتون؟ ألا تسمعون؟».
فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم ، وقالوا :
«أنصتوا له. فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله ، وصلّى على محمد وعلى الملائكة والأنبياء والرسل ، وأبلغ في المقال».
ثمّ قال :
«تبّاً لكم أيّها الجماعة وترحاً! أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين ، سللتم علينا سيفاً لنا في أيمانكم ، وحششتم علينا ناراً أوقدناها على عدوّنا وعدوّكم ، فأصبحتم إلباً على أوليائكم ، ويداً عليهم لأعدائكم ، بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، إلاّ الحرام من الدنيا أنالوكم ، وخسيس عيش طمعتم فيه ، من غير حدث