تبّاً لكم يا أهل الكوفة! أيّ ترات لرسول الله قبلكم ، وذحول له لديكم بما غدرتم بأخيه علي بن أبي طالب وعترته الطيّبين الأخيار؟!» (١).
* * *
وتكلّم علي بن الحسين زين العابدين عليهالسلام ، فقال :
«أيها الناس ، ناشدتكم الله ، هل تعلمون أنكم كتبتم إلى أبي وخدعتموه ، وأعطيتموه من أنفسكم العهد والميثاق والبيعة وقاتلتموه؟ فتبّاً لكم لما قدّمتم لأنفسكم! وسوأة لرأيكم! بأيّ عين تنظرون إلى رسول الله إذ يقول لكم : قتلتم عترتي ، وانتهكتم حرمتي ، فلستم من أمتي؟!» (٢).
* * *
ولمّا نودي بقتل الحسين عليهالسلام في المدينة ، وعلم الناس بذلك ضجّت المدينة بأهلها ، ولم تُسمع واعية قطّ مثل نساء بني هاشم في دورهنّ على الحسين عليهالسلام. وخرجت ابنة عقيل بن أبي طالب حاسرة ومعها نساؤها ، وهي تلوي بثوبها وتقول :
ماذا تقولونَ إنْ قالَ النبيُّ لكمْ |
|
ماذا فعلتم وأنتم آخرُ الاُممِ |
بعترتي وبأهلي بعد مُفتقدي |
|
منهم أُسارى وقتلى ضُرّجوا بدمِ |
فلمّا سمع عمرو بن سعيد ـ والي المدينة ـ أصواتهنّ ، ضحك وقال :
عجّت نساءُ بني زيادٍ عجّةً |
|
كعجيجِ نسوتِنا غداةَ الأرنبِ |
__________________
(١) أعيان الشيعة ٤ ـ قسم أول ـ ٣١٨ ـ ٣٢٠.
(٢) أعيان الشيعة ٤ / قسم أول / ٣٢١ ـ ٣٢٣.