«يا أخي ، والله لو لم يكن في الدنيا ملجأ ولا مأوى ، لما بايعت يزيد بن معاوية» (١).
وها هو يتمثّل بأبيات يزيد بن مفرغ الحميري حين انسلّ من المدينة في جنح الليل إلى مكة :
لا ذُعِرَتُ السّوامَ في فلقِ الصّبحِ |
|
مُغيراً ولا دُعِيتُ يزيدا |
يوم أُعطي على المهانةِ ضيماً |
|
والمنايا تَرصَدنني أن أحيدا (٢) |
وها هو يُجيب الحر بن يزيد الرياحي (١) حين قال له : أذكرك الله في نفسك ؛ فإنّي أشهد لئن قاتلت لتُقتلن ، ولئن قُوتلت لتهلكن. فقال له الحسين عليهالسلام : «أبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ ما أدري ما أقول لك! ولكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ـ ولقيه وهو يريد نصرة رسول الله صلىاللهعليهوآله ـ فقال له : أين تذهب فإنّك مقتول ، فقال :
سأمضي وما بالموتِ عارٌ على الفتى |
|
إذا ما نوى خيراً وجاهدَ مسلما |
وواسى رجالاً صالحينَ بنفسه |
|
وخالفَ مثبوراً وفارقَ مجرما |
فإن عشتُ لم أندم وإن متُّ لم أُلم |
|
كفى بكَ ذُلاً أن تعيشَ وتُرغما» (١) |
__________________
(١) أعيان الشيعة ٤ ـ قسم أول ـ ١٨٦
(٢) الطبري ٤ ـ ٢٥٣ ، والكامل ٣ ـ ٢٦٥
(١) المصدرين السابقين علي التوالي : ٤ ـ ٣٠٥ و ٣ ـ ٢٧٠ ـ ٢٨١.