إلى حقوقهم التي يعلمون ، فينقمون ذلك ويستنكرون ، ويقولون : حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا! ألا وأيّما رجل من المهاجرين والأنصار من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآله يرى أنّ الفضل له على سواه لصحبته ؛ فإنّ الفضل النيّر غداً عند الله ، وثوابه وأجره على الله وأيّما رجل استجاب لله وللرسول ، فصدّق ملّتنا ، ودخل في ديننا ، واستقبل قبلتنا ، فقد استوجب حقوق الإسلام وحدوده ؛ فأنتم عباد الله ، والمال مال الله ، يُقسم بينكم بالسويّة ، لا فضل فيه لأحد على أحد ، وللمتقين عند الله غداً أحسن الجزاء ، وأفضل الثواب. لم يجعل الله الدنيا للمتقين أجراً ولا ثواباً ، وما عند الله خير للأبرار. وإذا كان غد إن شاء الله فاغدوا علينا ؛ فإنّ عندنا مالاً نقسمه ، ولا يتخلّفنّ أحد منكم ؛ عربي ولا عجميّ ، كان من أهل العطاء أو لم يكن ، إلاّ حضر إذا كان مسلماً حرّاً».
فلمّا كان من الغد ، غدا وغدا الناس لقبض المال ، فقال لعبيد الله بن أبي رافع كاتبه :
«ابدأ بالمهاجرين فنادهم ، وأعطِ كلّ رجل ممّن حضر ثلاثة دنانير ، ثمّ ثنّ بالأنصار فافعل معهم مثل ذلك ، ومَنْ حضر من الناس كلّهم ؛ الأحمر والأسود ، فاصنع به مثل ذلك».
فقال سهل بن حنيف : يا أمير المؤمنين ، هذا غلامي بالأمس وقد أعتقته اليوم. فقال :
«نعطيه كما نُعطيك ، فأعطى كلّ واحد منهما ثلاثة دنانير».