وعبد الأوثان ، ولزم اليهودية ، والنصرانية في دار الإسلام ، ومات على ذلك فهو مؤمن كامل الإيمان عند الله عزّ وجلّ ولي لله عزّ وجلّ ، من أهل الجنّة» (١).
والنتيجة المنطقية لهذا اللون من التفكير هي أنّ الاُمويِّين مؤمنون مهما ارتكبوا من الكبائر (٢) ومن نتائج ذلك أنّ المرجئة لا يوافقون الخوارج والشيعة شرعية لا يجوز الخروج عليها ، ولم يسلّم المرجئة بأنّ انصراف خلفاء بني اُميّة عن تطبيق أحكام الشريعة كافٍ لحرمانهم من حقوقهم كأولياء الأمر في الإسلام (٣).
وقد كان المرجئة يبشّرون بهذه الأفكار بين صفوف الأمّة المسلمة ؛ لأجل تخديرها وصرفها عن الاستجابة لدعاة الثورة على الاُمويِّين.
وبينما نجد الاُمويِّين يضطهدون كلّ دعوة دينية لا تلائمهم نراهم بالنسبة إلى المرجئة على العكس من ذلك فهم يحتضنون هذه الفرقة ويعطفون على قادتها ، وما ذلك إلاّ لأنّ معاوية سيّدهم هو واضع أسسها ، وقد عرفت آنفاً إنّه كان يقول بالجبر والإرجاء.
__________________
(١) ابن حزم : الفصل في الملل والنحل ٤ / ٢٠٤.
(٢) فيليب حتي : تاريخ العرب ٢ / ٣١٦.
(٣) لمّا استخلف يزيد بن عبد الملك بن مروان قال : سيروا بسيرة عمر بن عبد العزيز. فمكث كذلك أربعين ليلة ، فأتى بأربعين شيخاً فشهدوا له أنّه ما على الخلفاء من حساب ولا عذاب ابن كثير ص ٢٣٢.
وفي الطبري ٦ / ٥٩٣ : وإنّ قوماً من المرجئة على رأسهم رجل يُقال له : أبو رُوّية ، انضموا إلى يزيد بن المهلّب بن أبي صفرة في ثورته على يزيد بن عبد الملك بن مروان ، ولمّا جاء مسلمة بن عبد الملك لقمع الثورة ، وحرّض يزيد بن المهلّب الناس على القتال ، قال ابن رُوّية : إنّا قد دعوناهم إلى كتاب الله ، وسنّة نبيّه ، وقد زعموا أنّهم قبلوا ، فليس لنا أن نمكر ولا نغدر ، ولا نريدهم بسوء ، فقال لهم يزيد بن المهلّب : ويحكم! أتصدّقون بني اُميّة؟! إنّهم أرادوا أن يجيبوكم ليكفّوكم منهم حتّى يعملوا في المنكر ، قالوا : لا نرى أن نفعل ذلك حتّى يردّوا علينا ما زعموا أنّهم قبلوه منّا».