__________________
وقد اختلف المؤرِّخون في قائل الأبيات وبالتالي في قاتل الحسين عليهالسلام ، ومَن الذين ذَكرهم المؤرّخون في قتل الحسين عليهالسلام (كما أحصاهم باقر شريف القرشي في حياة الإمام الحسين ج ٣) هم :
أوّلاً : سنان بن أنس ، الكامل لابن الأثير : ج ٣ ، ص ٢٩٥ ، مقاتل الطالبيين ، اللهوف لابن طاووس ، البداية والنهاية : ج ٨ ، ص ٨٨ وفيه يقول الشاعر :
وأيّ رزيّةٍ عَدلت حسيناً غداة يُثيره كفّ سِناني
الاستيعاب : ج ١ ، ص ٣٧٩.
ثانياً : شِمر بن ذي الجوشن ، الخوارزمي : ج ٢ ، ص ٣٦ ، البحار للمجلسي : ج ٤٥ ، ص ٥٦.
ثالثاً : عُمر بن سعد ، خُطط المقريزي : ج ٢ ، ص ٢٦٨ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٥ ، ص ١١٩.
رابعاً : خولي بن يزيد الأصبحي ، دُرر الإبكار في وصف الصفوة الأخيار : ص ٣٨ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٥٩ ، الفتوح لابن أعثم : ج ٥ ص ٢١٨.
خامساً : شبل بن يزيد الأصبحي ، تاريخ الخميس : ج ٢ ، ص ٣٣٣ ، الأخبار الطوال للدينوري : ص ٢٣١ ، حيث قيل إنّ خولي بن يزيد الأصبحي نزلَ عن فرسه ليحتزّ رأس الإمام عليهالسلام ، فارتَعدت يداه فنزل إليه أخوه شبل ، فاحتزّ رأسه ودفعهُ لأخيه.
سادساً : الحُصين بن نمير ، المعجم الكبير للطبراني ، الإفادة في تاريخ الأئمّة السادة.
سابعاً : رجل من مُذحج ، تهذيب التهديب : لابن حجر ج ٢ ، ص ٣٥٣ (وقد انفرد بنقله).
ثامناً : المهاجر بن أوس ، نصّ على ذلك السبط بن الجوزي ولم يذكرهُ غيره (مرآة الزمان في تاريخ الأعيان).
أقول : والراجح في هذه الأقوال كلّها أنّ قاتل الحسين عليهالسلام هو : الشِمر بن ذي الجوشن (لعنهُ الله) ؛ وذلك لعدّة مرجّحات منها : إنّ الزيارةالقائميّة صريحة به ، وهي زيارة الناحية والواردة عن الإمام الحجّة (عجّل الله فرجهُ) والتي يقول فيها : «فلمّا رأت النساء جَوادكَ مخزيّاً نظرنَ سَرجك عليه ملويّا .... وإلى مصرعكَ مبادرات ، والشمرُ جالسٌ على صدرك واضعاً سيفه على نحرك ، قابض على شيبتك بيده ، ذابح لك بمهنّده ..... إلخ» (مفاتيح الجنان للشيخ عبّاس القمّي : ص ٤٥٦).
وهكذا جملة من الروايات المعتبرة ، ومع ذلك لا شكّ في أنّ خولي بن يزيد الأصبحي وسنان بن أنس (لعنهما الله) ، ممّن لهُ مدخليّة في قتل الحسين عليهالسلام ، لذلك قال بعض العلماء : إنّ القاتل كان ثلاثتهم حيث ذَكر البعض أنّ هؤلاء الثلاثة عندما قَدِموا إلى عمر بن سعد ومعهم رأس الحسين عليهالسلام قال خولي : أنا ضربتهُ بسهم فأرديته عن جواده إلى الأرض ، وسنان يقول : أنا ضربتهُ بالسيف ففلقتُ هامتهُ ، والشمر يقول : أنا أبنتُ رأسه عن بدنه (أسرار الشهادة للدربندي : ص ٤٢٧).