وثانياً : إنّه سينال اللعنة الأبديّة طبقاً لقوله عليهالسلام : «مَن سمعَ واعيتنا ولم ينصرنا ، أكبّه الله على مَنخريه في النار» (١).
وعلى أيّ حالٍ ، فمن أين يأتي التأكّد على أنّ الفرد إذا كان في ذلك الزمان وذلك المكان مع الحسين عليهالسلام ، لفازَ فوزاً عظيماً ، بل لعلّه يَخسر خسراناً مبيناً ، كما ألمَعنا قبل قليل ؛ لأنّ مجرّد المصاحبة في المكان لا يعني أكثر من ذلك.
وقد يُستدلّ على أنّ المطلوب من أيّ فردٍ مُحبّ للحسين ، يَحسن به أن يتمنّى ذلك ، فيستدلّ عليه بالشعر المنسوب إلى الحسين عليهالسلام :
شيعتي ما إن شربتم |
|
عذبَ ماءٍ فاذكُروني |
أو سَمعتم بقتيلٍ |
|
أو جريحٍ فاندِبوني |
فأنا السبطُ الذي من |
|
دون جُرمٍ قتلوني |
ليتكم في يوم عاشو |
|
را جميعاً تنظروني (٢) |
فقد تمنّى الحسين عليهالسلام أن يكون معهُ شيعته يوم عاشوراء ، وهو المطلوب ، وجواب ذلك من عّدة وجوه منها :
الوجه الأوّل : إنّ هذا الشِعر ليس للحسين عليهالسلام قطعاً ، بل هو ممّا قيل على لسانه قطعاً ، وأدلّ دليل على ذلك : أن يَذكر فيه مقتلهُ وما حدثَ بعد مقتله ، وهو ما لا يمكن أن يكون من قوله سلام الله عليه ، وفي ما سمعناه ما يشير إلى ذلك.
مضافاً إلى قوله :
وبجُرد الخيل بعد ال |
|
قتل ظلماً سَحقوني |
إلى غير ذلك.
__________________
(١) الخوارزمي : ج ١ ، ص ٢٢٧ ، البحار للمجلسي : ج ٤٤ ، ص ٣١٥ ، أمالي الصدوق : ص ١٢٣.
(٢) أسرار الشهادة للدربندي : ص ٣٩٨ ، وأشار إليها جعفر التستري في خصائصه ذاكراً البيت الأوّل فقط.