مُسلم بن عقيل في الكوفة
حيث تحدّثنا عن مسلم بن عقيل ويُعتبر الحديث عنه حديثاً عن أوّل قضايا الحسين عليهالسلام تقريباً ، أودُّ بهذه المناسبة أن أعرض عدّة أفكار ، أعرضها في العناوين التالية :
حين أرسل الإمام الحسين عليهالسلام مسلم بن عقيل إلى الكوفة ، كتبَ معهُ كتاباً يُعرّفه لأهلها ويصفهُ بأنّه : «أخي وابن عمّي ، وثقتي من أهل بيتي ، والمفضّل عندي» (١) ، فهذه عدّة صفات :
أمّا كونهُ ابن عمّه : فهو تعبير عن قرابته فعلاً ؛ لأنّ عليّاً وعقيل (سلام الله عليهما) أخوان شقيقان ، وهما أبوا الحسين ومسلم.
وأمّا كونهُ أخاه : فهو على ما أعتقد أهمّ هذه الصفات على الإطلاق ؛ لأنّه لم يكن أخاً شقيقاً حقيقة ولا غير شقيق ، فلابدّ من حَمله على أحد معنيين : إمّا المعنى المجازي ، أو المعنى المعنوي ، ولا تنافي بينهما ؛ لأنّه في الظاهر أخ مجازي وفي الباطن أخ معنوي.
وفي هذا الصدد ينبغي أن نلتفت إلى أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآله حين آخى بين أفراد المهاجرين والأنصار وترك عليّاً عليهالسلام ، شكى إليه علي بأنّه لم يُعيّن له أخاً؟ فقال : «جَعلتك أخاً لنفسي» (٢) ، ومن هنا وردَ تشريفه بهذه الصفة بأنّه المخصوص بالأخوّة ، يعني مع رسول الله صلىاللهعليهوآله ، وهذه ليست أخوّة مجازيّة بل أخوّة معنويّة وحقيقية
__________________
(١) تاريخ الطبري : ج ٦ ، ص ١٩٨ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٣ ، ص ٢٤٢ ، مقتل الخوارزمي : ج ١ ، ص ١٩٥ ، الإرشاد للمفيد : ص ٢٠٤ ، ط نجف.
(٢) أسد ُالغابة لابن الأثير : ج ٤ ، ص ١٦ ، مناقب ابن شهرآشوب : ج ٢ ، ص ٨٥ بتصرّف.