(وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) لا أُذكرُ إلاّ ذكرتَ «أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أنّ محمّداً رسول الله» (١).
حدّثنا شريك بن عبدالله ، عن ابن شبرمة ، عن الحسن في قوله (أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ) : أي مُلِئ حكماً وعلماً (وَوَضَعْنَا عَنكَ وَزْرَكَ * الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ) قال : ما أثقل الحمل الظهر (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) بلى لا يذكر إلاّ ذكرت معه ... (٢).
وفي دفع الشبه عن الرسول للحصني الدمشقي في قوله تعالى : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) قال ابن عبّاس رضي الله عنهما : المراد الأذان والاقامة والتشهّد والخطبة على المنابر ، فلو أنّ عبداً عَبَد الله وصدّقه في كلّ شيء ولم يشهد أن محمّداً رسول الله لم يسمع منه ولم ينتفع بشيء وكان كافراً.
وفي حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه : ثمّ إنّ النبيّ سأل جبرئيل عليهالسلام عن هذه الآية (٣) ، فقال : قال الله عزّ وجلّ : اذا ذكرتُ ذُكِرتَ معي.
وقال قتادة رضي الله عنه : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة ، وقيل : رفع ذكره بأخذ الميثاق على النبيين وألزمهم الإيمان به والإقرار به.
وقيل (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ليعرف المذنبون قدر رتبتك لديَّ ليتوسّلوا بك إليَّ فلا أردّ أحداً عن مسألته ، فأعطيه أياها إمّا عاجلاً وإمّا آجلاً ، ولا أخيّب من توسّل بك وإن كان كافراً (٤).
وقال ابن كثير في البداية والنهاية : (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ) ، فليس خطيب ولا شفيع ولا صاحب صلاة إلاّ ينادي بها : أشهد أن لا إله إلاّ الله وأنّ محمّداً رسول
__________________
(١) المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٦ : ٣١٥ ، كتاب الفضائل ـ الحديث ٣١٦٨٠.
(٢) المصنّف لابن أبي شيبة الكوفي ٦ : ٣١٥ ، كتاب الفضائل ـ الحديث ٣١٦٨١.
(٣) آية (وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ).
(٤) دفع الشبه عن الرسول للحصني الدمشقي : ١٣٤.