روى الحافظ العلوي عن محمّد بن طلحة الثعالبي (١) ببغداد ، حدّثنا محمّد ابن عمر الجعابي القاضي ، حدّثنا إسحاق بن محمّد ـ يعني ابن مروان ـ حدّثنا أبي ، حدّثنا زيد بن المعدلة (٢) ، حدّثنا عبدالله بن نزار المرادي ، عن النعمان بن قيس ، عن عبيدة السلماني ، قال : كان عليّ بن أبي طالب ، والحسن ، والحسين ، وعقيل بن أبي طالب ، وابن عبّاس ، وعبدالله بن جعفر ، ومحمّد بن الحنفية ، يؤذنون إلى أن فارقوا الدنيا ، فيقولون : حيّ على خير العمل .. ويقولون : لم يَزَل في الأذان (٣).
اختلفت الروايات عنه ، ففي بعضها أنّه كان يقول بحيّ على خير العمل دوماً ، وفي أخرى أنّه كان يقولها أحياناً أو في السفر خاصة. وقد وضّحنا في كتابنا وضوء النبيّ (البحث الروائي) سرّ مثل هذا الاختلاف في المرويّات ، وسيأتي مزيد توضيح إن اقتضى الأمر. فأما الآثار الدالّة على تأذين ابن عمر بها دوماً ، فهي :
١ ـ عن محمّد بن سيرين ، عن ابن عمر ، أنّه كان يقول ذلك في أذانه (٤).
٢ ـ وفي مصنّف عبدالرزّاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن رجل : انّ ابن عمر كان إذا قال في الأذان «حيّ على الفلاح» قال «حيّ على خير العمل» ثمّ
__________________
(١) بتحقيق عزّان : النعالي.
(٢) في تحقيق عزّان : المُعَدِّل.
(٣) الأذان بحيّ على خير العمل ، للحافظ العلوي : ٥٤ ، وتحقيق عزّان : ١٠٩ وفيه : لم تزل في الأذان.
(٤) السنن الكبرى للبيهقي ١ : ٤٢٥ ، الاعتصام بحبل الله ١ : ٣٠٨.